: اليوم التانى
أنا دلوقتى فوق قوس النصر ... شايفة باريس كلها تقريباً ... ده برج ايفيل ... ودى الساكر كور "كنيسة القلب المقدس" ... واللى تحتينا ده شارع الشانزيليزيه ... على امتداده تلاقى المسلة المصرية فى ميدان الكونكورد ...
قوس النصر يقع فى ميدان مميز جداً اسمه شارل ديجول... بيتفرع منه حوالى 12 شارع ... زى ما انتم شايفين فى الرسم ... أشهرهم الشانزيليزيه ... وكان على ناصية الشانزيليزيه فيه منصة حديدية بيطلعولها ب 3 أو 4 درجات محطوطة بعرض الرصيف ... ليه يا ولااااااد؟ عشان الناس تطلع عليها تاخد صور لقوس النصر أو تقعد عليها تتفرج على القوس والميدان! زى الناس اللى قاعدة فى الصورة بالليل دى ... بس كده؟ يعنى الحكومة مكلفة نفسها وتاعبة موظفينها عشان تحطيلك الكام درجة دول عشان صورة حضرتك تطلع حلوة؟ والله ناس ذوووق ذووووق ذووووق! أنا مش هاقول أكتر من كده!
صحينا الصبح حوالى الساعة 8 ... فطرنا وقولنا نتمشى لغاية القوس ونطلعه لحد ما ييجى ميعاد التجمع الساعة 12 لمجموعة الأكاديمية عشان نطلع على الجامعة والتور اللى كانوا منظمينه لنا ... المسافة من الأوتيل للقوس حوالى 7 دقايق مشى ... مش دى المشكلة ... المشكلة فى طلوع القوس ... مع ناس معدومى اللياقة من أمثالنا ... طلوع السلم الحلزونى اللى يعمل 15 طابق كان كفيل بوضعى طريحة الفراش لبقية الرحلة ...لكن يظهر ان الهوا النضيف والأكسجين النقى اللى كان بقالى 20 ساعة عايشة فيه كان رافع اللياقة والمعنويات والدماغ كمان!
فى طريق العودة للأوتيل عديت على السوبر ماركت ... إمبارح كنت باهاوهاو من الجوع بالليل ومفيش ولا سوبرماركت فاتح بعد 7 مساءاً ومعرفش لسه ان "مونوبري" اللى ع الناصية فيه سوبرماركت بيفتح ل 12بالليل ولا أعرف فين مطاعم حلال! دخلت أدور فى أنواع الجبن العجيبة – فى فرنسا 365 نوع جبنة ... بيقوللك ممكن تاكل نوع مختلف لكل يوم فى السنة – واخترت أى واحدة شكلها عدل وخلاص ... مع عيش باجيت وبيبسى وشوية طماطم وخياراية ... خراراراراية واحدة بس؟ بص فى الصورة وأنت تعرف! الخراراراراية الواحدة تأكل 5... وكان من الاختراعات اللطيفة فى السوبرماركت هناك ان السبت اللى بتشيل فيه الحاجة ليه زيادة عن الايدين العادية اللى بتشيله منها ايد تالتة طويييييلة قوى .. عشان لو مش قادر تشيل تجره وراك على الأرض ... وبكده يبقى خدنا ميزة الكارت اللى بتزقها قدامك لكن على حجم صغير قوى ميعملش أزمات المرور الحادة اللى عندنا فى كارفور أو سبينس – دى ملحوظة فزلكة بس آهو منهم نستفيد
اتجمعت المجموعة كلها – حوالى 40 شخص – قدام محطة "فرانكلين روزفيلت" اللى قريبة من شارعنا ... ووزع المشرف على كل واحد "كارت أورانج" ... بالعربى أبونيه المترو ... والله لولا الكارت ده – ب 16 يورو فى الأسبوع – كان زماننا دفعنا ثروة فى المترو مع كل المرات اللى تهنا فيها ودخلنا وخرجنا وطلعنا ونزلنا فى الأيام اللى جاية – التذكرة الواحدة ب 1.60 يورو...
أول محطة فى رحلة اليوم كانت فى ال "إيكول ميليتير" القريبة من المعهد ... روحنا اتفرجنا على مبنى المعهد – كان عامل زى مبنى الحضانة اللى كانت جنب بيتنا القديم ... مش ناقصه غير مرجيحة فى المدخل! – وبعدين أخدنا الباص نزلنا فى محطة "جاردان دى لوكسمبور" عشان نروح زيارة مجلس الشيوخ حسب البرنامج
اتجمعت المجموعة كلها – حوالى 40 شخص – قدام محطة "فرانكلين روزفيلت" اللى قريبة من شارعنا ... ووزع المشرف على كل واحد "كارت أورانج" ... بالعربى أبونيه المترو ... والله لولا الكارت ده – ب 16 يورو فى الأسبوع – كان زماننا دفعنا ثروة فى المترو مع كل المرات اللى تهنا فيها ودخلنا وخرجنا وطلعنا ونزلنا فى الأيام اللى جاية – التذكرة الواحدة ب 1.60 يورو...
أول محطة فى رحلة اليوم كانت فى ال "إيكول ميليتير" القريبة من المعهد ... روحنا اتفرجنا على مبنى المعهد – كان عامل زى مبنى الحضانة اللى كانت جنب بيتنا القديم ... مش ناقصه غير مرجيحة فى المدخل! – وبعدين أخدنا الباص نزلنا فى محطة "جاردان دى لوكسمبور" عشان نروح زيارة مجلس الشيوخ حسب البرنامج
ولنا هنا وقفة ... صحيح أنا مركبتش الباص كتير هناك لأنه أصعب فى المتابعة من المترو ... بس ده ميمنعش أنه من الحاجات اللى بهرتنى برضه ... تذكرته زى المترو بالظبط ... وبالتالى كنا بنستخدم برضه الكارت أورانج فيه ... تعالوا نلعب لعبة "أوجد الإختلافات" بين أوتوبيساتهم وأتوبيساتنا ... ده إذا فرضنا ان فيه وجه للمقارنة من أساسه ... أولا عندهم الباص بيقف جوه المحطة... فيها ... قدامها ... يعنى حضرتك ممكن تبقى قاعد على البنش فى المحطة معزز مكرم والباص ييجى لحححححد عندك – مش بتمارس رياضة الجرى والقفز الحر عشان تلحقه وهوه يدوب "معدى" على المحطة والسواق يدووووب "مهدى" – وبعدين حضرتك تركب من الباب اللى قدام ... عشان اللى ورا ده بتاع النزول – مش ركوب الحمار بالشقلوب أو من فوق أو من تحت زى متحب! – وبعدين حضرتك تقعد ... بس خللى بالك ... متبقاش زى الفلاحين وتقعد فى أى حتة زى احنا ما كنا غالباً بنعمل قبل ما ناخد بالنا ان فيه كراسى معينة عليها علامات ... واحدة للمسنين وواحدة للى شايلين أطفال - طبعاً عندنا مفيش الكلام الفارغ ده ... الكبير كبير على نفسه أو يروح يشوف دار مسنين تلمه ... واللى شايلة عيل دى تستاهل ... أمال هما يخلفوا والناس تشيل؟ دهدى! – ولو مفيش مكان مش مهم ... أمسك فى أى عامود سواء بالطول أو بالعرض ... والمكان واسسسسععع .. لا حد حاشر كوعه فى مناخيرك ولا دابب صوابعه فى عينيك ولا طابق بشنطته على مراوحك ولا هارس رجلك اليمين برجله الشمال ولا دافس ايده فى جيبك وبيعد قبضت كام الشهر ده ... وبعدين فى ظاهرة عجيبة لاحظتها فى جميع وسائل المواصلات هناك... الشعب ده عنده زهد عجيب قوى يا أخى ... ممكن تدخل الباص أو المترو تلاقى 3 أشخاص واقفين و5 كراسى فاضية! ... متفهمش ليه مبيحبوش يقعدوا! حتى الكبار فى السن منهم! – طبعا حدث ولا حرج عننا ... الواحد يبقى لسه واقف على رصيف المترو والباب لسه مفتحش أصلاً ... تلاقيه عمل "سكانينج" سريع بعيون صقر للعربية كلها ... حدد هدفه ... الباب يتفتح ولا كأنه صفارة بداية السباق... الكرسى فى النص ... متحاوط ب تلاتة قاعدين ... فيه عدد 3 شنط تمثل عوائق على الأرض ... مهاجم داخل عليك من الشمال وواحد يشاور عقله من اليمين ... عديت أول عائق/شنطة ... زيح التانية برجليك ... ايووووه ... قربت ... مد دراعك كله أمسك ضهر الكرسى وأعمل بدراعك حاجز تصد بيه المهاجم الأول وفى نفس الوقت شيل العائق التالت حطه قدام المهاجم التانى ... وهوب ... قفزة خفيفة فوق رجل اللى قاعد جنب الكرسى الفاضى ... وجون وجون وجون وجووووون ... يللا بقى يا حلو قوم بقى عشان نازل المحطة الجاية! شعب غريييييييييييييييب! سبحان الله!
بس والحق يقال فى حاجة مشتركة بينا وبينهم ... عندهم برضو محدش بيقوم لحد أكبر منه عشان يقعده مكانه أو راجل يقوم لواحدة ست والكلام الفارغ ده! – بس أصلاً نادر ان تلاقى الكراسى كلها مشغولة كما سبق وذكرت!
أما العجب العجاب بقى فهو فى الشاشة اللى متعلقة فى السقف فى نص الباص وفى أوله واللى بيظهر عليها أول بأول اسم المحطة اللى لسه معديين عليها واسم المحطة القادمة ... لأ وايه كماااان ... آآآآل ايييه ... يكتيبلك ياختشى هيوصل المحطة الفلانية بعد كام دقيقة! يا حلاوة يا ولاااااااااااااااااد! – عندنا بقى الأوتوبيس نفسه مكتوب عليه أسامى المحطات من برة بخط اليد ... وخط واحد معاه الابتدائية بس تقريباً ... يدوب بيفك الخط وميعرفش يربطه تانى!
وفى المترو كمان فى شاشة فى كل محطة بتعرض عد تنازلى توريلك فاضل كام دقيقة أو ثانية على وصول المترو!
وهناك بقى بدل متقول مثلاً "فلان ده مظبوط زى الساعة" ممكن تقول "مظبوط زى المترو" ... زى الأوتوبيس ... زى كل حاجة فى البلد المقرفة دى! جاتهم القرف ملو البلد!
المهم ... وصلنا مبنى ال"سيناه" أو مجلس الشيوخ ... مبنى يشبه قصر صغير ... من أربع بنايات على شكل مربع مفرغ ... وأحد أضلعه يطل على حديقة لوكسمبورج "جاردان دى لوكسمبور" ... من واحنا على الباب فيه تدقيق أمنى شديد ... كل واحد لطع بادج فيزيتور على صدره ودخلنا فى رفقة كام واحد بتاع أمن ... والأمن دول كانوا ماشيين ورانا فى كل حتة ... ولو اتأخرت عن المجموعة مثلاً عشان باخد صور للمكان ألاقى واحد منهم واقف بيزغرلى ويشاورلى انى أمشى قدامه على طريقة "يللا ياختى بلاش لكاعة" ويمشى ورايا لحد ميتأكد انى انضميت للجروب ... دخلنا كلنا قاعة اجتماعات اللى قابلنا فيها" نيكولا أبو" وهو سيناتور ايفيلين ورئيس لجنة الشؤون الاجتماعية ... كلمنا شوية عن مجلس الشيوخ الفرنسى ودوره وبعض المسائل اللى بيتولاها وسابلنا حوالى نصف ساعة من الأسئلة ... مش فاكرة طبعاً معظم الكلام اللى اتقال ... بعد كده خرجنا فى جولة فى انحاء القصر ... عدينا على قاعات كتير كلها لوحات جدارية عملاقة ودهب من السقف للأرض ... القصر ده أصلاً كانت تملكه مارى دى ميديسى زوجة هنرى الرابع وكان اسمه "قصر لكسمبورج" لحد الثورة الفرنسية وبعد قيام الجمهورية الثالثة تم تحويله رسمياً إلى مجلس الشيوخ الحالى ... فى الصورة القاعة اللى يتم عقد اجتماعات المجلس فيها ... تفتكروا الناس بتنام هناك برضو؟
خرجنا من المبنى وركبنا الأوتوبيس ... معظم المجموعة قررت تنزل شوبينج فى "لا ديفنس" ... بس أنا كنت عايزة أكمل اليوم مع نفسى ... نزلت فى "مونبرناس" ... لقيت قدامى مول فيه "سى آند آيه" المشهور هناك ... دخلت اتفرجت شوية بس كنت زهقانة وعايزة اتفسح لكن الوقت كان اتأخر – الساعة 6 – ومعظم المزارات السياحية قفلت ... ده تانى يوم ضاع اهو وأنا لسه لا شفت اللوفر وللا طلعت برج ايفيل وللا أى حاجة ... خرجت من المول ونزلت محطة المترو ... كانت دى أول مرة انزل المترو لوحدى ... وللحظة حست بالرعب وبأنى تايهة ... لكن طلعت الخريطة اياها وسألت واحدة على الاتجاه وعفهمت اللعبة بقى ... كنت الأول مش واخدة بالى من موضوع ان المحطة اللى رايحاها = رقم الخط + الاتجاه دى ... فى مصر أيام ما كنت بركب المترو كانت الأمور بديهية ... كنت حافظة المحطات وخلاص ... عمرى ما بصيت فى خريطة – هوه صحيح احنا عندنا خريطة للمترو فى مصر؟
رجعت الشانزيليزيه ... لسه بدرى ... الساعة لسه 9 ... قولت أتمشى فى الشانزيليزيه شوية ... والشارع ده التمشية فيها متتتتتعة ... حتى لو لوحدك ... بل يمكن لوحدك أفضل ... الشارع بعرض طريق النصرفى مصر ... بدون رصيف فى النص ... والرصيف على الجانبين كل واحد بعرض نص شارع عباس العقاد ... ولاحظ ان الرصيف هناك لا يحتاج اطلاقاًً إلى لياقة بدنية عالية فى الطلوع والنزول ... ده لأنه ببساطة "رصيف" مش هضبة صناعية اعتادت الحكومة المصرية على بنائها على جانب كل شارع من باب تنمية القدرات البدنية للشعب المصرى ...والرصيف نفسه جزء منه – من ناحية الشارع - مخصص لركوب العجل ... عجل بس ... مش عربيات زى عندنا ... وبعدين أنا طبعاُ أول يومين كنت فلاحة جاية من ورا الجاموسة ونازلة البندر ... بعددى فى أى وقت ومن أى مكان ... واحتجت إلى كثير من ضبط النفس لغاية ما اتعودت انى أمسك نفسى واستنى إشارة عبور المشاة لما تفتح وكمان انى أقف على خطوط عبور المشاة اللى لاحظت لأول مرة فى حياتى ان ليها وظيفة مهمة غير انها ديكور للشوارع
عديت الشارع ودخلت محل "هاجن داز" ... أحلى وأجمل آيس كريم أكلته فى حياتى ... أخدت الجردل – 2 بولة يعنى جردل صغير – وقعدت على بنش فى الشارع جنب بيتزا بينو ... يا سلاااااااااام ... مفيش أجمل ولا أروق من كده!
عديت الشارع تانى عشان أرجع الأوتيل ... قولت أدخل مونوبري أتفرج بالمرة قبل ماروح ... لقيت مجموعة من الشباب بتوع المجموعة جوة ... كلهم متجوزين ويا حرام كل واحد نازل بليستة شوبنج قققققققققققد كده ... لقيت واحد بيسألنى "بتعرفى فرنساوى" ... شوية ... قاللى "طب والنبى تعالى ساعدينا عشان بندور على شامبو ضد القشرة ومش عارفين اسه اللى مكتوب" !!!! ضد القشرة؟ دانا بقالى 20 سنة بتكلم انجليزى ومعرفتش معناها إلا من كام سنة ... مابالك بالفرنساوى! ... المهم, إحنا هنغلب ... وقفت راجل اسأله بالانجليزى ... طلع مبيعرفش انجليزى ... لس هتدور وأمشى لقيت بيقوللى "عربى؟" ... بسسسس ... هوه ده ... لأ مش قوى ... قلتله موضوع ضد القشرة ده راح تنح! ... طلع الأخ مغربى وميعرفش أصلاُ يعنى ايه قشرة بالعربى!!! يادى الليلة ... الحمد لله كان فيه واحدة معدية خدت بالها من الحوار وكانت بتتكلم انجليزى كويس ... فضلت تقلب معايا فى الشامبوهات لحد ملقيناه! أحمدك يا رببب ... أحمد – زميلى – هيبات فى بيته فى مصر ان شاء الله ومراته مش هترجعه باريس.
على مخلصنا من قصة الشامبو دى كانت الساعة 12 وبيلمونا من المحل عشان هيقفل ... رجعت الأوتيل ونمت وأنا عندى إحباط شديد لأن واضح ان الناس كلها جاية شوبنج ... وأنا اللى كنت ماسكة كتاب السيتى جايد من وأنا فى مصر وعمالة أحط خطط هروح هنا وهناك! ... يللا ... يمكن بكرة يكون أحسن
2 comments:
Thank you very much ya Shereen for my birthay gift.. it's really nice
توقفك عن الكتابة والسياحة يشعرني بالكأبة ويذكرني بالموت ونهاية الحياة
Post a Comment