:اليوم الرابع
خلااااااااص ... مش قادرة ... صحتى ابتدت تتدهور ... اللف والمشى من 10 ل12 ساعة كل يوم مع قلة الأكل والنوم وكمان عندى حساسية من تغيير الجو قضت عليا ... صحيت الصبح تعبانة جدا ويا دوب رحت الاكاديمية قعدت ساعة وجالى هبوط ... تقريباً ساعد على كده ان القاعة تحت الأرض ومفيهاش أوكسجين كفاية ... حسيت انى همووت لو كملت اليوم كده ... استئذنت من هتلر ... قصدى الدكتور ... وسبت البرزنتيشن اللى كان المفروض نقدمها كلنا مع زمايلى وخرجت بتطوح فى الشارع ... فيه عند محطة المترو سوبر ماركت ... قلت أدخل أجيب حاجة ترفع السكر شوية ... فعلاً بعد ما أكلت وشربت ومع الوقوف فى الهوا شوية حسيت انى اتحسنت شوية وابتدى الشيطان يوسوس لى ... هرّوح دلوقتى؟... اليوم ده كمان هيضيع كده من غير حاجة؟ فاضل يومين أصلاً على نهاية الرحلة وأنا معملتش حاجة ... طب على الأقل أعدى بسرعة على اللوفر وأنا فى طريقى وبعدين أرجع أنام وآهو يبقى شوفت اللوفر حتى لو مقدرتش أطول فيه
فعلاً نزلت فى محطة ال "باليه رويال – اللوفر" ... المحطة نفسها شوبنج سنتر كبير ... فيه رستوران ومحلات لبس وسوفينيرز وكل حاجة ... اتمشيت شوية لحد ما لاقيت نفسى تحت الهرم الزجاجى بالظبط ... افتكرت فجأة فيلم "بلفاجور- شبح اللوفر" بتاع صوفى مارسو اللى كان فى السينما من حوالى أربع خمس سنين ... كانت كل أحداثه فى اللوفر ... وكانت بتعجبنى قوى اللقطات اللى فيها الهرم ده وهو منور بالليل والمكان كله فاضى ... استرجعت المشاهد دى وحسيت برهبة من المكان ... لكن ما ان دخلت جوه اللوفر نفسه حتى تبددت الرهبة تماماً ... المكان لا فاضى ولا حاجة ... ده ولا محطة رمسيس ... وبعدين كبيييييييييييير أوى ... أجنحة على اليمين وعلى الشمال ومن فوقك ومن تحتك ... طب أبدأ منين؟ اشتريت تذكرة من الماشين ب 9 يورو ... وآخدت خريطة للمكان من مكتب الاستعلامات ... فتحتها حسيت انى تايهة أكتر ... الخريطة عبارة عن رسم للوفر كامل لكن أضربه فى أربع طوابق ... طابقين فوق الأرض وواحد أرضى (اللى أنا دخلت منه) وواحد تحت الأرض ... قلت أنا مش هينفع أزور المتحف كله .. ده عايز يوم كامل لكل طابق ... قلت أنا أحدد هدفى ... أشوف الموناليزا والجناح المصرى ويبقى كده ممكن أموت وأنا قلبى مستريح ... طيب ... أكلك منين يا بطة؟ ... حسب الخريطة اللى تتوه, الموناليزا فى جناح الرسامين الايطاليين وده فى الدور التانى على الناحية الشمال ... ولو أنت مددى ضهرك للترعة ... قصدى لمحطة المترو تبقى على اليمين ... ولو أنت فى بيتكوا يبقى مش هتشوف حاجة عشان الماتش ده مش متذاع ... المهم ... انقطع نفسى وأنا طالعة الدور الأول ثم التانى ثم ... ايه البشر دى كلاتها؟ خلاااااص الفن واكل دماغكم أوى يعنى؟ كل واحد واقفلى نص ساعة تأمل فى كل لوحة أو تمثال ... أو يمكن نص ساعة حداد على روح المرحوم اللى رسمها ... فيييييين المونازفتة؟ خلصونى عايزة أطلع من هنا ... أوكسجييييييييين ... هوا هوا بددى هوا! ... لسه باااااااادرى ... مشيييييت مشييييييت على الأشوااااااك ... آآ ... إحم ... قصدى مشيييت مشيييت فى مممر طوييييييل مكنتش شايفة آخره ... بس فى نصه الأولانى لقيت قاعة جانبية كده والبشر كلها داخلاها وواحدة بنت بتشاور لمامتها وبتقولها بالانجليزى ان هنا الموناليزا ... بس ... إمسسسسسسسسسسسك! ... دخلت القاعة لقيت الدنيا محطة مصر عالآخر ... يوم الحشر ... والناس معظمهم واقفة باتجاه واحد كأنها القبلة ... بصيت فى نفس الاتجاه ... ركز معايا كده يابنى لحسن نظرى على قدى ... هى المشكلة فى النضارة وللا الصورة اللى هناك دى فعلاً صغيرة قوى؟؟؟؟ ... الصورة اللى عليها اللمة دى كلها واللى سافرتلها بلاد كلها على بعضها 50 سم فى 70سم تقريباً ... والظريف بقى ان الناس واقفة فى 5 طوابير جنب بعض قدامها عشان بس ياخدولها صورة أو يخدوا صورة قدامها ... وبتوع أمن واقفين ينظموا الطوابير ولا كأن الناس رايحة تقابل ساركوزى نفسه ... جالى حالة اختناق من الزحمة ... أنا من النوع اللى بيجيله ضيق فى التنفس من الزحمة مع شعور بالغثيان والدوار ... تفتكروا دى أعراض كلستروفوبيا وأنا مش حاسة؟ – تخيلنى كده فى أى مصلحة حكومية فى مصر ... وللا بلاش ... فى أى وسيلة مواصلات عامة! - ... وأنا لسة بدور على مخرج من طوابير الجمعية دى لقيت بنت عندها حوالى 16 سنة واقفة فى وشى بكاميرا فيديو و بتسألنى بانجليزية كسيحة تفوح منها رائحة الاسبانية بفظاعة "ممكن تتكلمى بلغتك وتقولى ان ديه الموناليزا عشان الفيلم؟" ... تقريبا كانت بتحاول تجمع لقطات لناس من كل البلاد واللغات ... سألتها "تعرفى أصلاً لغتى ايه؟" ... هزت راسها بتعبير "لأ ... بس مش فارقة" ... قولت يللا ... بجملة الشعب الرايق ... كان ناقصهم فعلاً سياح رايقيين من الدول اللاتينية ... وقفت بكل فخر قدام الكاميرا وقلت انى مصرية وبتكلم عربى وان ده متحف اللوفر واللى ورايا دى الست موناليزا ... يعنى قمت بالواجب وزيادة ... بعدها بشوية ... وأنا لسة فى طريقى لخارج القاعة لقيت ست كبيرة بصالى بتركيز ومبتسمة قوى ... أول عنينا ماتقابلوا لقيتها قربت منى وسألتنى أنا من انهى بلد ... لما قلتلها مصر الست كانت هتقع من طولها ... كأنها شافت نفرتيتى نفسها! ... لا حول ولا قوة إلا بالله ... بقولوكوا ايييه ... خرجونى من هنا قبل مافقد أعصابى على حد من الرايقيين دول ... بقولوكوا مش عارفة أتنفس وغثيان يعنى مش وقت روقان خاااااالص وناس عندها فراغ عاطفى وفنى ودولى كمان
خرجت من القاعة الى الجناح الرئيسى للرسامين الايطاليين مرة آخرى ... وتانى تانى تانى ... راجعين للحيرة تانى ... أخرج ازاى من الجناح ده ومش شايفة غير طريق طويييييييل قدامى؟ ... فضلت ماشية اتفرج على اللوحات يمينى وشمالى لحد ما لقيت الطريق مسدود ومفيش غير سلم ... نزلته لقيت نفسى فى جناح الفن الأفريقى ... والجناح مسدود ملهوش مخرج غير اللى دخلت منه! الله! ايه المتاهة دى؟ ... سألت ست لطيفة كده كان شكلها تور جايد عن الجناح المصرى ففهمتنى انى لازم أرجع تانى وأمشى فى الجناح الايطالى كله حتى النقطة اللى بدأت منها واللى ترجعنى لنص المتحف تانى ... فوضت أمرى لله وطلعت تانى لقيت اتنين شرطيات أمن سدين المخل للجناح الايطالى زى قبضايات البارات وبيوجهوا الناس لنزول السلم اللى لسه طالعة منه! حاولت أسأل واحدة منهم بالانجليزى وأفهمها انى تايهة وعايزة أعرف الطريق بالانجليزية لكن مفيش فايدة... مبتفهمش ...واتعصبت واتنرفزت وعروقها نفرت كأنى لا سمح الله شتمت نابليون وقعدت تكرر نفس الكلمتبن بالفرنسية بعصبية شديدة "الجناح مقفول ... النزول من هنا" ... يا ستى أنا بسأل عن طريق مش عايزة أدخل ... مفيش فابدة ... هما الكلمتين اللى حافظاهم وبس ... وصلتنى فعلا انى اشتم نابليون والشعب الجاهل اللى مبيفهمش انجليزى ... ده مكان سياحى ... ازاى اللى بيشتغلوا فيه مبيتكلموش غير لغة واحدة؟ ييجوا يتعلموا من صحاب محلات خان الخليلى اللى الواحد فيهم بيفك الخط فى ييجى 5 أو 6 لغات ... تحيا مصر!
مفيش حل غير انى أنزل السلم ... لقيت نفسى المرة دى برة اللوفر أصلا ... فى الجنينة ..." الجاردان دى توليرى" ... أول مرة كنت أشوفها ... المكان تحفة ... مش فاضى طبعاً زى فيلم "بلفاجور" لكن فيه تناسق رائع فى الأوان ... الخضرة الشديدة مع لون السما الأزرق شديد الصفاء مع قطع سحاب كأنها قطع قطن طافية ... قعدت شوية آخد نفسى وأفكر هاعمل ايه ... كنت تعبانة قوى وفقدت كل اهتمام بأنى أكمل الخطة وأدخل المتحف تانى عشان أشوف الجناح المصرى ... ما المتحف المصرى موجود فى التحرير بقاله عشرميت سنة! ... جرجرت نفسى لحد المترو تانى ورجعت الأوتيل
فى الطريق عديت على السوبر ماركت جبت شوية حاجات آكلها يمكن تدينى طاقة ... أكلت وحاولت أنام شوية لكن قلقت ...قمت أقلّب فى التلفزيون ... كله فرنساوى ... مفيش غير الجزيرة بالعربى والسى إن إن بالإنجليزى ... ايه الملل ده! ... لسه بدرى على الناس ما ترجع ... خدتلى قرص بانادول على دوا للبرد وقلت والله لانا نازلة ... مسكت السيتى جايد أدور على مكان أروحه ... افتكرت ان أنابيل – واحدة فرنساوية معايا فى الشغل بس فى فرع فرنسا – قالتلى لازم أشوف معهد العالم العربى ومسجد باريس ... قلت أكيد ماحدش من المجموعة الفاشلة اللى جايين شوبنج هيهتم بالأماكن دى فأحسن انتهز فرصة انى لوحدى وأروح ... ركبت المترو ونزلت محطة "جيسوو" ... أول ماطلعت منها عرفت انى أكيد قريبة من المعهد لأن فى الطريق لقيت أكتر من مكتبة عربية زى مكتبة ابن سينا اللى فى الصورة دى
مبنى المعهد جميل جدا بتصميمه المزخرف على الطريقة الاسلامية ... فى الساحة اللى قصاده فيه مبنى صغير سطحى اسمه مقهى أبو النواس ... توجهت اليه أولاً ... أول ما تدخل تحس انك داخل الرست هاوس ... شريط عمرو دياب ... وقصادك قعدة عربى كبيرة تستخدم كمقهى وجرسونات عرب ... بقية المكان مساحة كبيرة من المعروضات العربية ... حاجات زى مصنوعات خان الخليلى وكرداسة لكن من كل الدول العربية ... وجزء من المكان فيه طاولات عرض مخصصة لمنتجات كل بلد وعليها اسم البلد ... تفتكروا مصر معروض لها ايييييييييييييه؟؟ ... القلل اللى فى الصورة دى! لا تعليق ... هى دى مصر يا شيغيييى – عبلة سابقاً
خلااااااااص ... مش قادرة ... صحتى ابتدت تتدهور ... اللف والمشى من 10 ل12 ساعة كل يوم مع قلة الأكل والنوم وكمان عندى حساسية من تغيير الجو قضت عليا ... صحيت الصبح تعبانة جدا ويا دوب رحت الاكاديمية قعدت ساعة وجالى هبوط ... تقريباً ساعد على كده ان القاعة تحت الأرض ومفيهاش أوكسجين كفاية ... حسيت انى همووت لو كملت اليوم كده ... استئذنت من هتلر ... قصدى الدكتور ... وسبت البرزنتيشن اللى كان المفروض نقدمها كلنا مع زمايلى وخرجت بتطوح فى الشارع ... فيه عند محطة المترو سوبر ماركت ... قلت أدخل أجيب حاجة ترفع السكر شوية ... فعلاً بعد ما أكلت وشربت ومع الوقوف فى الهوا شوية حسيت انى اتحسنت شوية وابتدى الشيطان يوسوس لى ... هرّوح دلوقتى؟... اليوم ده كمان هيضيع كده من غير حاجة؟ فاضل يومين أصلاً على نهاية الرحلة وأنا معملتش حاجة ... طب على الأقل أعدى بسرعة على اللوفر وأنا فى طريقى وبعدين أرجع أنام وآهو يبقى شوفت اللوفر حتى لو مقدرتش أطول فيه
فعلاً نزلت فى محطة ال "باليه رويال – اللوفر" ... المحطة نفسها شوبنج سنتر كبير ... فيه رستوران ومحلات لبس وسوفينيرز وكل حاجة ... اتمشيت شوية لحد ما لاقيت نفسى تحت الهرم الزجاجى بالظبط ... افتكرت فجأة فيلم "بلفاجور- شبح اللوفر" بتاع صوفى مارسو اللى كان فى السينما من حوالى أربع خمس سنين ... كانت كل أحداثه فى اللوفر ... وكانت بتعجبنى قوى اللقطات اللى فيها الهرم ده وهو منور بالليل والمكان كله فاضى ... استرجعت المشاهد دى وحسيت برهبة من المكان ... لكن ما ان دخلت جوه اللوفر نفسه حتى تبددت الرهبة تماماً ... المكان لا فاضى ولا حاجة ... ده ولا محطة رمسيس ... وبعدين كبيييييييييييير أوى ... أجنحة على اليمين وعلى الشمال ومن فوقك ومن تحتك ... طب أبدأ منين؟ اشتريت تذكرة من الماشين ب 9 يورو ... وآخدت خريطة للمكان من مكتب الاستعلامات ... فتحتها حسيت انى تايهة أكتر ... الخريطة عبارة عن رسم للوفر كامل لكن أضربه فى أربع طوابق ... طابقين فوق الأرض وواحد أرضى (اللى أنا دخلت منه) وواحد تحت الأرض ... قلت أنا مش هينفع أزور المتحف كله .. ده عايز يوم كامل لكل طابق ... قلت أنا أحدد هدفى ... أشوف الموناليزا والجناح المصرى ويبقى كده ممكن أموت وأنا قلبى مستريح ... طيب ... أكلك منين يا بطة؟ ... حسب الخريطة اللى تتوه, الموناليزا فى جناح الرسامين الايطاليين وده فى الدور التانى على الناحية الشمال ... ولو أنت مددى ضهرك للترعة ... قصدى لمحطة المترو تبقى على اليمين ... ولو أنت فى بيتكوا يبقى مش هتشوف حاجة عشان الماتش ده مش متذاع ... المهم ... انقطع نفسى وأنا طالعة الدور الأول ثم التانى ثم ... ايه البشر دى كلاتها؟ خلاااااص الفن واكل دماغكم أوى يعنى؟ كل واحد واقفلى نص ساعة تأمل فى كل لوحة أو تمثال ... أو يمكن نص ساعة حداد على روح المرحوم اللى رسمها ... فيييييين المونازفتة؟ خلصونى عايزة أطلع من هنا ... أوكسجييييييييين ... هوا هوا بددى هوا! ... لسه باااااااادرى ... مشيييييت مشييييييت على الأشوااااااك ... آآ ... إحم ... قصدى مشيييت مشيييت فى مممر طوييييييل مكنتش شايفة آخره ... بس فى نصه الأولانى لقيت قاعة جانبية كده والبشر كلها داخلاها وواحدة بنت بتشاور لمامتها وبتقولها بالانجليزى ان هنا الموناليزا ... بس ... إمسسسسسسسسسسسك! ... دخلت القاعة لقيت الدنيا محطة مصر عالآخر ... يوم الحشر ... والناس معظمهم واقفة باتجاه واحد كأنها القبلة ... بصيت فى نفس الاتجاه ... ركز معايا كده يابنى لحسن نظرى على قدى ... هى المشكلة فى النضارة وللا الصورة اللى هناك دى فعلاً صغيرة قوى؟؟؟؟ ... الصورة اللى عليها اللمة دى كلها واللى سافرتلها بلاد كلها على بعضها 50 سم فى 70سم تقريباً ... والظريف بقى ان الناس واقفة فى 5 طوابير جنب بعض قدامها عشان بس ياخدولها صورة أو يخدوا صورة قدامها ... وبتوع أمن واقفين ينظموا الطوابير ولا كأن الناس رايحة تقابل ساركوزى نفسه ... جالى حالة اختناق من الزحمة ... أنا من النوع اللى بيجيله ضيق فى التنفس من الزحمة مع شعور بالغثيان والدوار ... تفتكروا دى أعراض كلستروفوبيا وأنا مش حاسة؟ – تخيلنى كده فى أى مصلحة حكومية فى مصر ... وللا بلاش ... فى أى وسيلة مواصلات عامة! - ... وأنا لسة بدور على مخرج من طوابير الجمعية دى لقيت بنت عندها حوالى 16 سنة واقفة فى وشى بكاميرا فيديو و بتسألنى بانجليزية كسيحة تفوح منها رائحة الاسبانية بفظاعة "ممكن تتكلمى بلغتك وتقولى ان ديه الموناليزا عشان الفيلم؟" ... تقريبا كانت بتحاول تجمع لقطات لناس من كل البلاد واللغات ... سألتها "تعرفى أصلاً لغتى ايه؟" ... هزت راسها بتعبير "لأ ... بس مش فارقة" ... قولت يللا ... بجملة الشعب الرايق ... كان ناقصهم فعلاً سياح رايقيين من الدول اللاتينية ... وقفت بكل فخر قدام الكاميرا وقلت انى مصرية وبتكلم عربى وان ده متحف اللوفر واللى ورايا دى الست موناليزا ... يعنى قمت بالواجب وزيادة ... بعدها بشوية ... وأنا لسة فى طريقى لخارج القاعة لقيت ست كبيرة بصالى بتركيز ومبتسمة قوى ... أول عنينا ماتقابلوا لقيتها قربت منى وسألتنى أنا من انهى بلد ... لما قلتلها مصر الست كانت هتقع من طولها ... كأنها شافت نفرتيتى نفسها! ... لا حول ولا قوة إلا بالله ... بقولوكوا ايييه ... خرجونى من هنا قبل مافقد أعصابى على حد من الرايقيين دول ... بقولوكوا مش عارفة أتنفس وغثيان يعنى مش وقت روقان خاااااالص وناس عندها فراغ عاطفى وفنى ودولى كمان
خرجت من القاعة الى الجناح الرئيسى للرسامين الايطاليين مرة آخرى ... وتانى تانى تانى ... راجعين للحيرة تانى ... أخرج ازاى من الجناح ده ومش شايفة غير طريق طويييييييل قدامى؟ ... فضلت ماشية اتفرج على اللوحات يمينى وشمالى لحد ما لقيت الطريق مسدود ومفيش غير سلم ... نزلته لقيت نفسى فى جناح الفن الأفريقى ... والجناح مسدود ملهوش مخرج غير اللى دخلت منه! الله! ايه المتاهة دى؟ ... سألت ست لطيفة كده كان شكلها تور جايد عن الجناح المصرى ففهمتنى انى لازم أرجع تانى وأمشى فى الجناح الايطالى كله حتى النقطة اللى بدأت منها واللى ترجعنى لنص المتحف تانى ... فوضت أمرى لله وطلعت تانى لقيت اتنين شرطيات أمن سدين المخل للجناح الايطالى زى قبضايات البارات وبيوجهوا الناس لنزول السلم اللى لسه طالعة منه! حاولت أسأل واحدة منهم بالانجليزى وأفهمها انى تايهة وعايزة أعرف الطريق بالانجليزية لكن مفيش فايدة... مبتفهمش ...واتعصبت واتنرفزت وعروقها نفرت كأنى لا سمح الله شتمت نابليون وقعدت تكرر نفس الكلمتبن بالفرنسية بعصبية شديدة "الجناح مقفول ... النزول من هنا" ... يا ستى أنا بسأل عن طريق مش عايزة أدخل ... مفيش فابدة ... هما الكلمتين اللى حافظاهم وبس ... وصلتنى فعلا انى اشتم نابليون والشعب الجاهل اللى مبيفهمش انجليزى ... ده مكان سياحى ... ازاى اللى بيشتغلوا فيه مبيتكلموش غير لغة واحدة؟ ييجوا يتعلموا من صحاب محلات خان الخليلى اللى الواحد فيهم بيفك الخط فى ييجى 5 أو 6 لغات ... تحيا مصر!
مفيش حل غير انى أنزل السلم ... لقيت نفسى المرة دى برة اللوفر أصلا ... فى الجنينة ..." الجاردان دى توليرى" ... أول مرة كنت أشوفها ... المكان تحفة ... مش فاضى طبعاً زى فيلم "بلفاجور" لكن فيه تناسق رائع فى الأوان ... الخضرة الشديدة مع لون السما الأزرق شديد الصفاء مع قطع سحاب كأنها قطع قطن طافية ... قعدت شوية آخد نفسى وأفكر هاعمل ايه ... كنت تعبانة قوى وفقدت كل اهتمام بأنى أكمل الخطة وأدخل المتحف تانى عشان أشوف الجناح المصرى ... ما المتحف المصرى موجود فى التحرير بقاله عشرميت سنة! ... جرجرت نفسى لحد المترو تانى ورجعت الأوتيل
فى الطريق عديت على السوبر ماركت جبت شوية حاجات آكلها يمكن تدينى طاقة ... أكلت وحاولت أنام شوية لكن قلقت ...قمت أقلّب فى التلفزيون ... كله فرنساوى ... مفيش غير الجزيرة بالعربى والسى إن إن بالإنجليزى ... ايه الملل ده! ... لسه بدرى على الناس ما ترجع ... خدتلى قرص بانادول على دوا للبرد وقلت والله لانا نازلة ... مسكت السيتى جايد أدور على مكان أروحه ... افتكرت ان أنابيل – واحدة فرنساوية معايا فى الشغل بس فى فرع فرنسا – قالتلى لازم أشوف معهد العالم العربى ومسجد باريس ... قلت أكيد ماحدش من المجموعة الفاشلة اللى جايين شوبنج هيهتم بالأماكن دى فأحسن انتهز فرصة انى لوحدى وأروح ... ركبت المترو ونزلت محطة "جيسوو" ... أول ماطلعت منها عرفت انى أكيد قريبة من المعهد لأن فى الطريق لقيت أكتر من مكتبة عربية زى مكتبة ابن سينا اللى فى الصورة دى
مبنى المعهد جميل جدا بتصميمه المزخرف على الطريقة الاسلامية ... فى الساحة اللى قصاده فيه مبنى صغير سطحى اسمه مقهى أبو النواس ... توجهت اليه أولاً ... أول ما تدخل تحس انك داخل الرست هاوس ... شريط عمرو دياب ... وقصادك قعدة عربى كبيرة تستخدم كمقهى وجرسونات عرب ... بقية المكان مساحة كبيرة من المعروضات العربية ... حاجات زى مصنوعات خان الخليلى وكرداسة لكن من كل الدول العربية ... وجزء من المكان فيه طاولات عرض مخصصة لمنتجات كل بلد وعليها اسم البلد ... تفتكروا مصر معروض لها ايييييييييييييه؟؟ ... القلل اللى فى الصورة دى! لا تعليق ... هى دى مصر يا شيغيييى – عبلة سابقاً
خرجت من المقهى وعبرت الساحة الى داخل مبنى المعهد نفسه ... على اليمين مكتبة كبيرة للكتب والمخطوطات والسى دى للبيع ... اتمشيت شوية بدون أى اهتمام حقيقى ... مش عارفة كان مالى اليوم ده ... يمكن حالة الارهاق العام كانت مخليانى بزهق واتخنق بسرعة ... قررت مدخلش المعهد ... خرجت برة خالص وسألت عن طريق المسجد فعرفت أنه بعيد نسبياً والأحسن آخد باص 67 من قدام المعهد وأنزل فى المحطة اللى باسم المسجد ... وقد كان
المسجد من بره جميل برغم بساطته ... مبنى أبيض بقبة ومئدنة خضراء ... توجهت الى أول مدخل شفته ... لقيت ناس كتير قاعدة شعرهم أصفر وشاكلهم ولبسهم بيقول أنهم فرنسيين أو على الأقل مش عرب ... استغربت ... وبعدين فيه كراسى وترايزات وواحدة شايلة صينية !!! ايه ده ... خرجت برة أقرأ اليافطة اللى جنب الباب ... موسكيه دى باريه ... صح! الله؟ أمال هو الموسكيه عندهم يبقى كافيه؟ ... السطر اللى تحتيه ... "كافيه" ... آه ه ه ه ... يعنى ده الكافيه بتاع الموسكيه ... يا سلام ... شوف إزاااااااااااى! ... اكتشفت كمان ان الموسكيه فيه حمام مغربى ... يعنى الناس بتيجى هنا زى مبتروح ال "سباه" كده! ... والله والله والله كمان مرة : شعب رااااااااااااااايق
طب فين بقى الموسكيه نفسه حسب التعريف العربى ... يعنى المسجد؟ قالولى المدخل من ورا ... لفيت حول السور لحد ما وصلت للمدخل اللى تحت المئدنة ... طبعاً بما ان ده مسجد ... وبغض النظر عن أنه مسجد باريسى ... فلازم أكيد وطبيعى جداً أن يكون قدامه شحاتين بيطلبوا صدقة ... بس دول شحاتيين ... أو للدقة: شحاتات ... مغربيات ... وكمان وقفين يتخانقوا مع بعض وصوتهم يقلق نابليون نفسه فى تربته اللى فى الإنفاليد ... الله يفضحكوا زى مانتوا وصمة عار على العرب والمسلمين
دخلت المسجد ... ساحة كبيرة على الطراز الأندلسى بالسيراميك الأبيض مع الأخضر المتماشى مع الزرع الأخضر اللى فى كل حته ... وواضح أن المكان لسه تحت التجديد لأن فيه فراغات يظهر لسه هتتزرع ونافورة شكلها جديد لسه مشتغلتش ... سألت عن مصلى السيدات ... مشيت فى ممر طلعنى على ساحة تانية مشابهة وفى جانبها مدخل قاعة الصلاة ... الباب مشترك للرجال والنساء لكن المكان المخصص للسيدات على يمين المدخل على طول مفصول بستار ... كان المسجد ممتلىء ما شاء الله برغم ان اليوم الأربعاء وباقى نصف ساعة على صلاة العصر ... العديد من النساء المغربيات ... كان نفسى أتكلم مع الناس لكن حالة الخنقة اياها كانت ملازمانى ... صليت العصر جمعاً وقصراً مع الظهر وخرجت ... قعدت شوية على سلالم الساحة الخارجية أتأمل فى هدوء وجمال المكان ... نفسى يكون عندنا جامع فى مصر كده ... عندنا جوامع كتير حلوة بجد وبحس فيها براحة نفسية ... مسجد الصديق فى شيراتون ... مسجد الأقمر فى شارع المعز اللى بالرغم أنه صغير جداً ويمكن محدش بيلاحظه لكن فيه هدوء وصفاء غريب بيخرجنى من احساس المدينة بدوشتها وحركتها السريعة المرهقة ... لكن معندناش فى مصر مسجد زى مسجد باريس ده ... بخضرة ونوافير وحمام منتشر فى الساحة ... حسيت أنى اتنقلت بالزمن والمكان وقاعدة فى قصر أندلسى زى ما بيوصفوهم فى كتب التاريخ
خرجت من المسجد ومشيت لحد محطة "كاردينال ليموين" - بحذف النون والخنفة إياها - ... لسه بدرى برضو على الرجوع للأوتيل ... طلعت الجايد تانى وعينى جت على "تشاينا تاون" ... همم ... ممكن ... من باب التغيير ... ركبت المترو المتجه لمحطة "بلاس ديتالى" ... من منتصف الطريق تعرف انك فعلاً رايح تشاينا تاون ... المترو فجأة قلب على سور الصين العظيم ... الناس فجأة بقت قصيرة القامة بشعر أسود ناعم وعيون مشقوقة
خرجت على الميدان وحاولت أسأل فين تشاينا تاون دى ... محدش كان عارف تقريباً ... غريبة مع أنى سألت آسيويين أصلاُ ... يمكن ماسمهاش تشاينا تاون؟ فجأة الأرض انشقت عن واحد سألنى بكلمة واحدة فيها المفيد "عربية؟" ... سبحان الله ... البلد دى منين ما أمشى فيها اتكعبل فى عرب ... طلع سورى ... قاللى بلاش تروحى تشاينا تاون ... قلتله ليه؟ ... "مو حلوة ... يعنى ما بعرف ... ادا بدك تروحيها روحيها ... لكن ما رح تعجبك ... أو يمكن أنا ياللى ما بحب الصينيين " ... اشمعنا؟ ... "ما بعرف ... لكن ليش تشاينا تاون يعنى؟ فى أماكن كتير حلوة هون غيرها" ... كلامه قلقنى ... ده غير انه حاول يوقف واحدة آسيوية علشان يسأللى على الطريق راحت زغرتله ومشيت ... بصللى بنظرة "شوفتى؟ آدى الصينيين" ... كنا وصلنا عتد المول بتاع "برينتومب" – بحدف الميم والباء مع خنفان - ... وكنت عايزة أدخله ... قاللى "أدخلى برينتمب ... راح يعجبك كتير ... أحسن من تشايناتاون" ... عرفت منه أنه عايش فى باريس بقاله 6 سنين بيدرس فى الجامعة وبيحضر دكتوراه فى الهندسة – تقريباً ... مش فاكرة - ... كان شاب دوق ومحترم وخدوم ... شكرته على مساعدته وأنا فعلا ممتنة أنى قابلت على الأقل عربى واحد محترم ومش حرامى ولا شحات ... كنت أبتديت اتعقد الصراحة
لفيت شوية فى المول لكن مكملتش ساعة وكانت المحلات بتقفل ... الساعة 7 ... المحلات هنا ماشية زى الساعة ... تدق 7 تلاقيهم بينبهوا بأدب العملاء الموجودين داخل المحل أنهم لازم يخرجوا لأن المحل هيقفل
رجعت الأوتيل ... محدش فى الأوضة طبعاً لأن البنات أكيد بيعملوا شوبنج ... التلفزيون الممل تانى ... مش هاعرف أنام ... نزلت اللوبى لقيت ناس من المجموعة قاعدين ... قعدت معاهم شوية نحكى مين راح فين ثم قررت أروح أشوف برج ابفبل بالليل ... يمكن الليلة دى تكون آخر فرصة أشوفه بالليل ... اشمعنى بالليل؟ ... تخيل المبنى العملاق ده بارتفاع وهوه منور من فوق لتحت ... أكيد منظر لازم تشوفه
على ما آخدت القرار واتحركت كانت الساعة عدت 10:30 ... وأنا فى منتصف شارع الأوتيل قابلت محمد عادل ... واحد من المجموعة كنت قاعدة جنبه فى الباص يوم مجلس الشيوخ وبالصدفة طلع يعرف واحدة معايا فى الشغل ... سألنى رايحة فين ولما لاقانى لوحدى قاللى "استنى متروحيش لوحدك عشان كده هترجعى متأخر ... أنا هآجى معاكى بس أرجع الأوتيل أشوف مين من الشباب يحب ييجى معانا كمان" ... طلع الأوضة ولقيته نازل ووراه واحد معرفوش قبل كده ... اسمه محمد قطان ... اكتشفت أصلاُ ان الناس دى فى نفس الدفعة بتاعتى لكن فصل تانى – المجموعة الكاملة بتاعة الرحلة من دفعات مختلفة فصعب أعرف مين معانا ومين أكبر مننا - الحقيقة فكرة الخروجة دى ماكانتش سليمة بالمرة ... هتعرفوا ليه دلوقتى
بعد ما ركبنا محطة اكتشفنا اننا فى الاتجاه الخطأ ... رجعنا تانى ... اللخبطة دى خدت ييجى نص ساعة ... ده غير التبديل فى محطة تانية والمشى من المحطة لحد ما شفنا البرج ... على ما قطعنا نص المسافة للبرج كانت الساعة 12:30 تقريبا ... عادل قال لازم نرجع قبل المحطة ما تقفل ومنعرفش نرجع ... المترو هنا بيقفل حوالى الساعة واحدة أو أقل ... كان لازم نرجع محطة شارل ديجول وبعدين نبدل الخط عشان ننزل فى فرانكلين روزفلت الأقرب للأوتبل لكن على ما وصلنا شارل ديجول كانت الخطوط كلها قفلت ... طلعنا عند قوس النصر وخدناها مشى ... على ما وصلنا الأوتيل كانت الساعة 1:30 ... وأنا اللى عمرى ما مشيت مع ولد سنه أكبر من 10 سنين فى الشارع فى مصر ... داخلة الأوتيل فى باريييييييييييييييييييييس مع شابين؟؟!! ... يا مرك يا مهجججججة! ... لكن الولاد فى الغربة ضروروة لا غنى عنها ... هو الصراحة فكرة "المحرم" هى الأصح ... فى مصر كنت باقول عادى ... ايه يعنى ... هيجرالى ايه؟ ... مانا على طول فى مصر باخرج لوحدى بالليل ... بس لما بقيت لوحدى هنا ... فى بلد غريبة ... حسيت بافتقاد رهييييب للأمان ... لازم حد معايا – لاحظ أنى كنت عاملة فيها شجيع السيما من شوية وعايزة أروح لوحدى – ولد .. بنت .. أى حاجة ... المهم حد معايا والسلام ... الحمد لله ان كان معانا شباب محترمين جدا وكانوا بيخافوا علينا زى اخواتهم ... بس دول برضو مش محرم يعنى ... و مش كل مرة تسلم الجرة
No comments:
Post a Comment