:اليوم السادس
رنين تليفون مزعج ... فتحت عينى ولوهلة افتكرته منبه الموبايل المعتاد ... لكن بدأت استوعب انه تليفون
الغرفة لما سمعت صوت "سماء" اللى التليفون جنب سريرها بترد بصوت نايم ثم ندهت عليا ... غريبة! الساعة كام؟ بصيت بسرعة فى الموبايل لقيتها 6 !! غرييييييييييييييبة! ... رديت لقيت اللكنة الانجليزية المضحكة اياها لصديقتى الفرنسية اللى كانت متفقة معايا هتقابلنى فى باريس يوم الجمعة ... فعلا! النهاردة الجمعة ... بس الساعة لسه 6 ... المجنونة دى بتكلمنى منين؟ ... طلعت بتكلمنى من محطة القطار فى مدينتها "ليون" وبتبلغنى انها هتكون عندى على 10:30 – 11:00 ! ... ^&&^*##%$%^& ... بتكلمينى الساعة 6 الصبح عشان تقوليلى انك جاية بعد 4 ساعات!!!! حسبى الله! ... طبعاً اذا كان ده شعورى يبقى بلاش أسأل عن شعور البنتين الغلابة اللى صحيوا معايا الساعة 6 بسبب التليفون المزعج ... اتقلبت نمت بمجرد ما لمست السرير تانى
رنين تليفون مزعج ... فتحت عينى والمرة دى كان فعلاً منبه موبايل من الموبيايلات اللى كنا بنظبتهم كلهم على الساعة 8 كل يوم .... آآآآآآآآآآآآآآآآآآآه ... ايه الصداع ده؟ فضلت نايمة فى السرير حوالى نص ساعة بعدها مش قادرة ارف دماغى ... ألم رهيب ... جيوبى الأنفية ملتهبة جداً وجسمى كله مكسر ... بداية موفقة لآخر يوم فى باريس! ربنا يستر
تحاملت شوية ونزلت فطرت عشان آخد دواء مضاد حيوى ... الناس كلها خرجت فقعدت على الانترنت فى اللوبى شوية بحاول أضيع وقت لحد ما "أنابيل" توصل ... خرجت اتمشيت شوية لحد أول الشارع ... قريت الجرنال ... فييييييييييين على الساعة ييجى 12:30 لما "أنابيل" شرفت ... الست دى تقريباً زياراتها الكتير لمصر طبعتها بمواعيد المصريين
رنين تليفون مزعج ... فتحت عينى والمرة دى كان فعلاً منبه موبايل من الموبيايلات اللى كنا بنظبتهم كلهم على الساعة 8 كل يوم .... آآآآآآآآآآآآآآآآآآآه ... ايه الصداع ده؟ فضلت نايمة فى السرير حوالى نص ساعة بعدها مش قادرة ارف دماغى ... ألم رهيب ... جيوبى الأنفية ملتهبة جداً وجسمى كله مكسر ... بداية موفقة لآخر يوم فى باريس! ربنا يستر
تحاملت شوية ونزلت فطرت عشان آخد دواء مضاد حيوى ... الناس كلها خرجت فقعدت على الانترنت فى اللوبى شوية بحاول أضيع وقت لحد ما "أنابيل" توصل ... خرجت اتمشيت شوية لحد أول الشارع ... قريت الجرنال ... فييييييييييين على الساعة ييجى 12:30 لما "أنابيل" شرفت ... الست دى تقريباً زياراتها الكتير لمصر طبعتها بمواعيد المصريين
كنت تعبانة جداً والمضاد الحيوى مخلينى زى السكرانين بس البنت جايالى مخصوص مينفعش أسيبها ... سألتنى ايه الأماكن اللى لسه مرحتهاش ... حكيتلها عن كل الزيارات ... قالتلى أنى مجنونة وكان لازم أكيد أتعب بالشكل ده بعد ما عملت كل ده فى 5 أيام بس ... قلتلها ان فاضل برج ايفيل مارحتوش لسه ... فقررنا نبدأ بيه
آخدنا المترو لمحطة "بير حكيم" ومشينا لحد البرج ... طابور حلزونى طويييييييييل من اياهم ... كل مكان فى باريس بطابور ... أى مكان سياحى ... أى محل ... ساعات فى المواصلات زى الباتوبوس ... لكن النظام حلو ... أنا أفضل أقف ساعة فى طابور عن أن كل من هب ودب ياخد حقى زى ما بيحصل فى مصر ... أبقى واقفة فى طابور بقالى مدة وييجى واحد من الجنب يحشر ايده قدام الكاشير وللا كأن فيه بنى آدمين غيره ... ولو أتكلمت معاه هيحصل حاجة من الاتنين ... لو هو مهذب هيستعبط ويبص للطابور باندهاش عظييييم ويقول "آه ه ه ... سورى ... مخدتش بالى ان فيه طابور" .... لا يا شيخ! أول مرة تدخل سوبر ماركت حضرتك؟ ... ده لو هو مهذب ... أما لو مش ... فهيديلك نظرة احتقار وازدراء ويقولك "طيب طيب .. هوه فيه ايه يعنى؟ الله!" .... حاجة غريبة صحيح يا أخى ... ماهى كلها وقفة! طابور ايه وكلام فارغ ايه! ... ده فى بلدنا الحبيبة مصر أم الدنيا ... أما فى بنت البطة السودة ... قصدى فى باريس ... فجرب بس تغلط وتعمل نفسك مش شايف الطابور ... محدش هيكلمك من الناس اللى واقفة ... هيبصولك بس باحتقار يخليك تتمنى الأرض تنشق وتبلعك ... لكن الكاشير نفسه بقى هو اللى هينبهك بكل أدب وذوق ان فيه طابور لازم تقف فيه ... ولو حاولت تعمل شوية الحركات بتاعتنا بتاعة "أصل أنا معايا كيس شيبسى بس هاحاسب عليه والناس دى كلها معاها حاجات كتير" ... هتلاقى الكاشير زغرلك زغرة وقالك "متأسف" وشاورلك على نهاية الطابور بمعنى "أمشى يا كلب من هنا" وكمّل شغله وللا كأنك بتهوهو ... النظام جمييييييييييييييل! ... والأجمل منه بقى أن الناس هناك عندها احترام شديد لخصوصية غيرها ... وأخص حاجة عند أى بنى آدم هى جسمه نفسه ... فكل واحد واقف فى الطابور قدامه حوالى 4 أقدام ووراه زيهم ... تقف براحتك وتتنفس براحتك ... محدش لازق وشه فى ضهرك ولا غارز كوعه فى بطنك ولا شامم روائح مش المفروض تقرب من حد بالقدر الكافى انك تشمها ... الله يقرف المصريين
عشان تطلع البرج قدامك حل من الاتنين ... يا تطلع على رجليك ...وفى الحالة دى لازم تعرف المعلومات التالية ... البرج بالكامل ارتفاعه 340 متر ... أى حوالى 80 طابق ... مما يعنى صعود 328 درجة سلم حتى الطابق الأول ثم 340 درجة حتى الطابق الثانى ثم 18 درجة للأسانسير فى الدور الثانى ثم 15 درجة كمان لرصيف المراقبة العلوي... ومعاك ربنا و10 أنابيب أوكسجين ونقالة
أما اذا آثرت السلامة زينا فقدامك حل من الاتنين ... تقطع تذكرة للدور الأول – حوالى 4.5 يورو – أو تقطع تذكرة للدور الثانى – حوالى 7.5 يورو أو تقطع تذكرة للدور العلوى – حوالى 11 يورو ... طبعا قطعنا تذاكر للدور الثانى العلوى ... مش معقول هاجى باريس وأول مرة أطلع برج ايفيل وهستخسر كام يورو؟ ميصحش ... خصوصاً ان "أنابيل" هي اللى دفعت ... هههه
وبدأنا وقفة طابور طويل تانى ... طابور الأسانسير ... يا مسهل ... الأسانسير الأولانى يشبه التلفريك بتاع السكر كور ... بيمشى بزاوية حادة لحد الدور الأول – اللى هوه يمثل قاعدة الهرم ... ثم نقف فى طابور طويييييييييييييييييل بيلف حول البرج نفسه حوالى 3 مرات عشان الأسانسير التانى ... ده بيطلع عمودى لحد الدور التانى ... يا مسهل! وقفنا حوالى 30 ساعة فى الطابور ده ... كان هيغمى عليا من التعب ... خصوصاً ان الوقوف فى الهواء الطلق فى الدور الأول من برج ايفيل مع تأثير الضغط والرياح اللى بتضرب فيك من كل الجهات كأنك وقعت فى ايد فريق ملاكمة مش هوه مفهوم الطب الحديث عن دواء البرد ... كنت فعلاً قربت أعمل مشهد درامى وأفقد الوعى يمكن يرحمونى وينزلونى من المكان ده من غير ما استنى أسانسير النزول
الحمد لله وصلت الدور الأخير ... المكان محاط بالزجاج من جميع الجهات ... ومقسم الى مقاطع حسب الاتجاهات ... وفوق كل مقطع من الزجاج لوحة عليها بعض أعلام الدول والمسافة من النقطة اللى حضرتك واقف فيها الى عاصمة الدولة دى فى الاتجاه اللى حضرتك باصصله ده ... زى ما حضرتك شايف كده دى اللوحة الخاصة بمصر ... والقاهرة على مسافة 3217 كم من النقطة اللى كنت باصور منها
طلعنا ال15 درجة اللى فاضلة الى رصيف المراقبة العلوى
هو ممر ضييق جداً حول حجرة زجاجية صغيرة ... فيها تماثيل شمع بالحجم الطبيعى لجوستاف ايفيل – اللى بنى البرج – يجلس مع توماس ايديسون وبجوارهم ابنة ايفيل ... يقال ان الحجرة دى كان جوستاف ايفيل بيستقبل فيها الزائرين المهمين ... يا سلااااااااااااااااااام ... يعنى يقطع نفس زواره عشان يستقبلهم فى أوضة الفئران دى؟ ... طب ما تنزلهم أنت يا أخى
بمجرد ما نزلنا من البرج حسيت كأن روحى كانت بتطلع وابتدت ترجع تانى ... شممممممس ... دفااااااا ... أحمدك يا رب! ... "أنابيل" قالتلى لازم أشوف البرج من "تروكاديرو" – أو" تغوكاديغوو" زى مبتقولها
تروكاديرو ده مجمع يتكون من مبنيين كبار على شكل قوس أو نصف دائرة فيهم على اليمين متحف الانسان والمتحف البحرى وعلى الشمال متحف السينما ومسرح ال"شايوه" ثم أمامه جنينة فى وسطها نافورة كبيرة تصب فى حوض كبيييير ... وعلى الجانبين حديقتين كبيرتين ... ولو وقفت فى تروكاديرو بين المتحفين تشوف برج ايفيل كامل أمامك ولا يفصلك عنه سوى كوبرى عريض فوق نهر السين
المكان جميل جداً لكن أنا تعبانة قوى ... آخدنا كام صورة وبعدها قررت أرجع الأوتيل وكفاية عليا كده من باريس كلها ... "أنابيل" صممت أنى لازم أتغدى ... ففى طريقنا للأوتيل عدينا على مطعم صينى اسمه "شى لام" ... كانت مجموعة من الشباب معانا بتروحه شبه يومياً وبتشكر فيه قوى ... أكلت طبق جمبرى بالصويا –السى فوود طبعاً هو الأكل الوحيد المتوفر عشان أبعد عن اللحوم الغير حلال ... كانت أول مرة أنجح فى الأكل بالشوب ستيكس ... ده غير انى كنت معجبة بيهم أوى لأنهم ماكنوش خشب زى عندنا فى مصر بل نوع قوى من البلاستيك وأطرافهم عليها نقوش صينية محفورة وملونة بالأخضر والأحمر ... طلبت من المضيفة أنى آخدهم معايا كسوفينير ... مازلت باستخدمهم فى الأكل فى البيت حتى الآن – عندى عادة جمع السوفينيرز الغريبة ... أظرف جوابات الأوتيلات وساعات علب الكبريت وتذاكر السينما أو المتاحف وساعات كمان المواصلات حتى تذاكر البوردينج بتاعة الطيارة
واحنا راجعين الأوتيل جالى مكالمة من محمد قطان ... كان فى محطة "جار دو نور" وقاللى انه معرفش يحجز قطار واحتمال يأجروا عربية وقصة طويلة مفهمتهاش وقتها ... وأن "منى" لقت الاستوديو اللى كانت حاجزاها اتخدت ... لكن هو حجز لنا كلنا فى أوتيل قريب من الجامعة ... حكيت لأنابيل القصة فاقترحت انها تحجز لنا فى أوتيل قريب من الأوتيل بتاعنا أو فى نفس منطقة الشانزيليزيه عشان مانشلش الشنط مسافة بعيدة أو نضطر ناخد تاكسى لمسافة كبيرة ... فعلاً دخلنا الأوتيل وعملنا بحث سريع على النت وكلمنا الأوتيل حجزت غرفة لقطان وغرفة لى أنا و"منى" ... كده تمام ... ممكن بقى أطلع أموت على السرير لحد الصبح
أنابيل مشيت علشان تلحق قطار العودة الى "ليون" وأنا رجعت الأوضة آخدت دش ونمت شوية لحد ما النات رجعوا ... قلنا ننزل نودع آخر ليلة باريسية فى الشانزيليزيه ... كانوا عايزين يشتروا حاجات من "سيفورا" لكن دخول محل بارفانات مع جيوب أنفية ملتهبة كان بمثابة انتحار رسمى ... افترقت عنهم متوجهة الى "فناك" على بعد بضعة أمتار آخرى واتفقت معهم ان نتقابل أمام "سيفورا" الساعة 11:30 بالضبط
فى فناك دخلت أول قسم ... فيه سى ديه عربية ... من أول أم كلثوم لحد شيرين ونانسى عجرم ... فيه جهاز فى كل قسم موصل بسماعات رأس ... لو ممرت أى سى دى تحت الجهاز هيقرأ "البار كود" بتاعه ويشغل أغانى الشريط الواحدة تلو الآخرى ... بما أنى من ورا ال"فاش كى رى" – أطورت شوية من جاموسة الى بقرة ضاحكة لما راحت فرنسا – فتوجهت لآة مختلفة شوية بتعرض أغانى معينة فقط ... لاحظنى رجل متقدم السن كان يستمع الى سى دى عند آلة قريبة فتوجه لى محاولا المساعدة ... فشلت فى الكلام معه بالانجليزية لكنه بدأ يتكلم المغربية ... طبعا كان الأسهل لى أفهم بعض الفرنسية عن فهم المغربية ... المهم ... الراجل ما صدق ... هاتك يا رغى لأكثر من 20 دقيقة ... عن كل حاجة ... قصة حياته من أول ما جه فرنسا من 30 سنة ... ونظام البلد فى باريس والمعيشة فيها ... ونظام العمل والجنسيات ... وسألنى شوية عن الأحوال فى مصر ... الحقيقة استفدت منه بمعلومات كتير – ان صحت – لكن صدعت من كتر التركيز فى محاولة فهم كلامه النص مغربى / نص فرنسى ... بالصدفة لقيت محمد عادل جاى بيسلم عليا ... المغربى سألنى "ولد عمك؟" ... كان المفروض استغل الفرصة وأقوله انه أخويا أو حتى أبويا وأمشى معاه وأخلص من الصداع ده ... بس اتكسفت ... وعادل نفسه لقى الموضوع صداع فقالى من ورا الراجل "شوف ايه آخرته ده واحكيلى الملخص" ومشى ... ليه بس مانتهزت الفرصة؟ ... فضل يتكلم 10 دقايق كمان ... جاتلى رسالة على الموبايل ... بسسسسس ... المرة دى مش هاضيع الفرصة ... اعتذرت له باستعجال متعللة بان أصحابى مستنيينى – وده كان صحيح فعلاً – وخرجت جرى من قدامه! ... فى بعض اللحظات بتحس ان الكلام كتير مع ناس متعرفهاش أصبح مزعج بشكل تتمنى معه لو فيه زرار "ميوت" للشخصيات دى
رجعت "سيفورا" وقابلت البنات وقررنا نعدّى الشانزيليزيه نأكل آيس كريم من "هاجن داز" للمرة الأخيرة ... خدنا الآيس كريم وقعدنا على البنش اياه قرب "بيتزا بينو" ... فاكرة ان وقتها جت لنا هيستيرية ضحك لمدة 20 دقيقة تقريباً ... ليه آخر ليلة فى آى رحلة بتقلب عادة بحالات ضحك أو تصرفات غريبة دايماً؟ بس عموما بتسيب طعم لذيذ للرحلة
واحنا قاعدين لاحظنا طابور طوييييييييييييييييييييل من الناس على الرصيف المقابل ... تحديداً قدام "فيرجين ستور" ... ايه الحكاية؟ ولا حاجة ...الاصدار الجديد من "هارى بوتر" نزل! ... كل اللمة دى عشان يشتروا قصة هارى بوتر؟ لأ ... مفهمتش بالظبط كان فى ايه بيحصل جوة المحل نفسه لكن واضح ان كان فيه احتفال وبيقولوا ان واحد من الممثلين فى الفيلم ... الراجل العملاق اللى 4 متر فى 2 متر ده ... كان موجود! شعب رايق رايق رايق
رجعنا الأوتيل مهدودين كالعادة ... لعلها آخر هدّة ... بالنسبة ليهم على الأقل ... أما أنا فقدامى أسبوع تانى من التعب والارهاق ... والله أعلم هيحصل ايه فيه
بعد ان قمت بتوضيب الشنطة كلها اللى أصبحت منتفخة عن آخرها بعد ان كانت نصف فارغة وصلنى اتصال من مشرف الرحلة بيسأل عملت ايه فى موضوع حجز الأوتيل ويسأل اذا كنت محتاجة حاجة ... قاللى كمان انى ممكن أسيب الشنطة فى مخزن الأوتيل وآخدها لما أرجع باريس ... عجبتنى الفكرة ... لكن ده معناه انى لازم أعيد ترتيب الشنطة وآخد اللبس اللى هحتاجه فى هولندا فى شنطة ضهر – باك باك – كنت جايباها فاضية معى من مصر
قررت تأجيل موضوع اعادة التلاتيب ده للصباح ... انتم عارفين شعارى من هنا ورايح ...بكرة الصباح رباح يحلها ألف حلال
المكان جميل جداً لكن أنا تعبانة قوى ... آخدنا كام صورة وبعدها قررت أرجع الأوتيل وكفاية عليا كده من باريس كلها ... "أنابيل" صممت أنى لازم أتغدى ... ففى طريقنا للأوتيل عدينا على مطعم صينى اسمه "شى لام" ... كانت مجموعة من الشباب معانا بتروحه شبه يومياً وبتشكر فيه قوى ... أكلت طبق جمبرى بالصويا –السى فوود طبعاً هو الأكل الوحيد المتوفر عشان أبعد عن اللحوم الغير حلال ... كانت أول مرة أنجح فى الأكل بالشوب ستيكس ... ده غير انى كنت معجبة بيهم أوى لأنهم ماكنوش خشب زى عندنا فى مصر بل نوع قوى من البلاستيك وأطرافهم عليها نقوش صينية محفورة وملونة بالأخضر والأحمر ... طلبت من المضيفة أنى آخدهم معايا كسوفينير ... مازلت باستخدمهم فى الأكل فى البيت حتى الآن – عندى عادة جمع السوفينيرز الغريبة ... أظرف جوابات الأوتيلات وساعات علب الكبريت وتذاكر السينما أو المتاحف وساعات كمان المواصلات حتى تذاكر البوردينج بتاعة الطيارة
واحنا راجعين الأوتيل جالى مكالمة من محمد قطان ... كان فى محطة "جار دو نور" وقاللى انه معرفش يحجز قطار واحتمال يأجروا عربية وقصة طويلة مفهمتهاش وقتها ... وأن "منى" لقت الاستوديو اللى كانت حاجزاها اتخدت ... لكن هو حجز لنا كلنا فى أوتيل قريب من الجامعة ... حكيت لأنابيل القصة فاقترحت انها تحجز لنا فى أوتيل قريب من الأوتيل بتاعنا أو فى نفس منطقة الشانزيليزيه عشان مانشلش الشنط مسافة بعيدة أو نضطر ناخد تاكسى لمسافة كبيرة ... فعلاً دخلنا الأوتيل وعملنا بحث سريع على النت وكلمنا الأوتيل حجزت غرفة لقطان وغرفة لى أنا و"منى" ... كده تمام ... ممكن بقى أطلع أموت على السرير لحد الصبح
أنابيل مشيت علشان تلحق قطار العودة الى "ليون" وأنا رجعت الأوضة آخدت دش ونمت شوية لحد ما النات رجعوا ... قلنا ننزل نودع آخر ليلة باريسية فى الشانزيليزيه ... كانوا عايزين يشتروا حاجات من "سيفورا" لكن دخول محل بارفانات مع جيوب أنفية ملتهبة كان بمثابة انتحار رسمى ... افترقت عنهم متوجهة الى "فناك" على بعد بضعة أمتار آخرى واتفقت معهم ان نتقابل أمام "سيفورا" الساعة 11:30 بالضبط
فى فناك دخلت أول قسم ... فيه سى ديه عربية ... من أول أم كلثوم لحد شيرين ونانسى عجرم ... فيه جهاز فى كل قسم موصل بسماعات رأس ... لو ممرت أى سى دى تحت الجهاز هيقرأ "البار كود" بتاعه ويشغل أغانى الشريط الواحدة تلو الآخرى ... بما أنى من ورا ال"فاش كى رى" – أطورت شوية من جاموسة الى بقرة ضاحكة لما راحت فرنسا – فتوجهت لآة مختلفة شوية بتعرض أغانى معينة فقط ... لاحظنى رجل متقدم السن كان يستمع الى سى دى عند آلة قريبة فتوجه لى محاولا المساعدة ... فشلت فى الكلام معه بالانجليزية لكنه بدأ يتكلم المغربية ... طبعا كان الأسهل لى أفهم بعض الفرنسية عن فهم المغربية ... المهم ... الراجل ما صدق ... هاتك يا رغى لأكثر من 20 دقيقة ... عن كل حاجة ... قصة حياته من أول ما جه فرنسا من 30 سنة ... ونظام البلد فى باريس والمعيشة فيها ... ونظام العمل والجنسيات ... وسألنى شوية عن الأحوال فى مصر ... الحقيقة استفدت منه بمعلومات كتير – ان صحت – لكن صدعت من كتر التركيز فى محاولة فهم كلامه النص مغربى / نص فرنسى ... بالصدفة لقيت محمد عادل جاى بيسلم عليا ... المغربى سألنى "ولد عمك؟" ... كان المفروض استغل الفرصة وأقوله انه أخويا أو حتى أبويا وأمشى معاه وأخلص من الصداع ده ... بس اتكسفت ... وعادل نفسه لقى الموضوع صداع فقالى من ورا الراجل "شوف ايه آخرته ده واحكيلى الملخص" ومشى ... ليه بس مانتهزت الفرصة؟ ... فضل يتكلم 10 دقايق كمان ... جاتلى رسالة على الموبايل ... بسسسسس ... المرة دى مش هاضيع الفرصة ... اعتذرت له باستعجال متعللة بان أصحابى مستنيينى – وده كان صحيح فعلاً – وخرجت جرى من قدامه! ... فى بعض اللحظات بتحس ان الكلام كتير مع ناس متعرفهاش أصبح مزعج بشكل تتمنى معه لو فيه زرار "ميوت" للشخصيات دى
رجعت "سيفورا" وقابلت البنات وقررنا نعدّى الشانزيليزيه نأكل آيس كريم من "هاجن داز" للمرة الأخيرة ... خدنا الآيس كريم وقعدنا على البنش اياه قرب "بيتزا بينو" ... فاكرة ان وقتها جت لنا هيستيرية ضحك لمدة 20 دقيقة تقريباً ... ليه آخر ليلة فى آى رحلة بتقلب عادة بحالات ضحك أو تصرفات غريبة دايماً؟ بس عموما بتسيب طعم لذيذ للرحلة
واحنا قاعدين لاحظنا طابور طوييييييييييييييييييييل من الناس على الرصيف المقابل ... تحديداً قدام "فيرجين ستور" ... ايه الحكاية؟ ولا حاجة ...الاصدار الجديد من "هارى بوتر" نزل! ... كل اللمة دى عشان يشتروا قصة هارى بوتر؟ لأ ... مفهمتش بالظبط كان فى ايه بيحصل جوة المحل نفسه لكن واضح ان كان فيه احتفال وبيقولوا ان واحد من الممثلين فى الفيلم ... الراجل العملاق اللى 4 متر فى 2 متر ده ... كان موجود! شعب رايق رايق رايق
رجعنا الأوتيل مهدودين كالعادة ... لعلها آخر هدّة ... بالنسبة ليهم على الأقل ... أما أنا فقدامى أسبوع تانى من التعب والارهاق ... والله أعلم هيحصل ايه فيه
بعد ان قمت بتوضيب الشنطة كلها اللى أصبحت منتفخة عن آخرها بعد ان كانت نصف فارغة وصلنى اتصال من مشرف الرحلة بيسأل عملت ايه فى موضوع حجز الأوتيل ويسأل اذا كنت محتاجة حاجة ... قاللى كمان انى ممكن أسيب الشنطة فى مخزن الأوتيل وآخدها لما أرجع باريس ... عجبتنى الفكرة ... لكن ده معناه انى لازم أعيد ترتيب الشنطة وآخد اللبس اللى هحتاجه فى هولندا فى شنطة ضهر – باك باك – كنت جايباها فاضية معى من مصر
قررت تأجيل موضوع اعادة التلاتيب ده للصباح ... انتم عارفين شعارى من هنا ورايح ...بكرة الصباح رباح يحلها ألف حلال
No comments:
Post a Comment