Friday, August 24, 2007

يا سفرياتك يا هولندا - الجزء الثانى

:اليوم التاسع


أصحو من النوم بدون أى رغبة حقيقية فى عمل أى شىء ... أتصفح السيتى جايد ولا أجد أى رغبة فى رؤية أى شىء ... تعب شديد وشعور فظيع بالوحدة .... أنا اللى ممكن آخد بعضى فى مصر وأروح أى مكان بعيد بعيد بس عشان أكون لوحدى ... لكن دلوقتى مش قادرة ... مش عارفة الناس كلها كده وللا بعضهم بس – وأنا منهم – المرض بيخلي نفسيتهم رقيقة جداً وعرضة للاكتئاب والانهيار لأبسط الأسباب ... كل اللى أعرفه انى مكنتش قادرة استحمل الوحدة فى اللحظة دى ... أمستردام نفسها تكئب خلقة ... امبارح الجو كان معقول ... مش مشمس زى باريس لكن فى نفس مستوى الحرارة ... أما النهاردة ... سبحان الله! كأنى صحيت فى بلد تانية ... مفيش شمس خالص والغيوم تنذر بمطر أكيد ... جو كئييييب

نزلت من الأوتيل وعديت الشارع الى ال "رايكس ميوزيم" ... ثم فجأة .... فى الحديقة الصغيرة التى تمثل مدخل المتحف غيرت رأيى ومشيت ... حسيت بعدم الحماسة لمشاهدة أعمال فنية ... الانسان محتاج إما الى هوس بالفن أو مود رايق جداً عشان يقدر يستمتع بالأعمال الفنية خاصة اللوحات أو التماثيل ... أنا كنت أفتقر الى كلاهما فى هذه اللحظة .. لا مهووسة بالفن ولا رائقة المزاج

قررت ان انسب حاجة ممكن استمتع بيها الى حد ما هى متحف الشمع ... "مدام توسو" ... دايماً وأنا صغيرة كنت اسمع عنه – اللى فى لندن طبعاً ... هو أشهرهم بيتهيألى – فى القصص والمجلات وأشوف صوره اللى تحسسك ان دى ناس حقيقية ... ركبت الترام اياه ونزلت فى الدام سكواير ... الساعة تقترب من العاشرة ... وقفت على باب المتحف وجدته مقفول! ... قلت عادى ... يمكن بيفتح بعد 10 ... آخد أنا جولة شوية زى امبارح لحد ميفتح ... يا دوب مشيت شارع واحد وحسيت انى هتجمد! ... الدنيا بتمطر على خفيف قوى ... لكن الحرارة انخفضت جداً ... ابتدت جيوبى الأنفية تهيج من جديد وحسيت بالدوار ... طب أرجع الأوتيل؟ أنا أصلاً مش معايا ملابس شتوية! ... قلت أشترى سويتر مطر من أى محل ... دخلت منطقة المحلات فى الشوارع الواصلة ما بين الدام سكوير والسنتراال ستاسيون
:(((((((

الشوارع ولا يوم الجمعة قبل الصلاة ... المحلات كلها قافلة ... الله؟ النهاردة مش الأحد يعنى ... فى اللحظة دى وصلتنى رسالة من صديقتى الهولندية فى مصر ... رديت عليها بشرح الموقف ... انى لو ملقتش حاجة ألبسها حالاُ هتقرا الصبح فى الجرايد خبر العثور على مصرية متجمدة فى ميدان الدام ... ردت عليا بالخبر المفيد: يوم الاثنين باعتباره بداية الاسبوع والناس لسه عايشة فى موود الاجازة فبيكسلوا ينزلوا بدرى بقى وكده وبيفتحوا على 11 أو 12 .... يا حراااااام ... وجايين على نفسهم ليه؟ مايخدوه اجازة هوه كمان ... وأكيد الجمعة كمان بيقفلوا بدرى عشان يلحقوا الاجازة يوم السبت من بدرى ... حقيقى ناس بتتعب

قلت أتمشى شوية حول المنطقة لحد مالاقى محل فاتح ... ماقداميش حل تانى أصلاً ... فكرت أدخل أى كافيه أشرب حاجة سخنة تدفينى ... مشيت شوية فلقيت محل مخبوزات ... كنت أتعودت فى باريس على أكل العيش بالزبيب – بان أو ريزان – فاخدت واحدة أكلتها زى المفاجيع ... كانت أول حاجة آكلها من الغدا بتاع امبارح ... وأنا ماشية من المحل حسيت فيه حد متابعنى بنظره ... بصيت بطرف عينى لمحت راجل عجوز قوى وحشيت أنه فعلاً مركز معايا وماشى ورايا ... ركنت على جنب شوية ومسكت الموبايل أبعت رسالة ... كنت باحاول أتأكد اذا كان ماشى ورايا فعلاً ... لدهشتى الشديدة لقيته فجأة فى وشى ...رجل عجوز فعلاً ... أكيد فوق الستين ... أبيض الشعر والذقن والبشرة تماماً ... كنت حاسة بابا نويل قدامى ... سألنى "مغربية؟" ... بصوت ضعيف جداً ... قلت "مصرية" ... آخد يتمتم بكلمات من نوعية "مصرية .. أه .. همم " ... فيه شىء مكنش مريحنى خااااااالص ... خفت منه جداً لكن قلت لنفسى آخرته هيعمل ايه يعنى؟ ده نفخة منى تطيره ... عامل زى عم أيوب بتاع مسرحية الجوكر .... أنا جاى آهو ... بالراحة عليا ... كلامه كان كله مغربى ... مفهمتش أى حاجة ... سألنى ان كنت لوحدى قلته ان معايا صحابى ورايحة أقابلهم ... مشكلتى انى معرفش أقول "وأنت مالك" ... لسه قدامى مواقف كتير من دى على ماقدر أقولها وألطش بالقلم كمان ... لكن دلوقتى أنا هكتفى بالتملص منه بالذوق وخلاص ... فى نص كلامه كان مصر يعزمنى على قهوة ... وبيقول أن معاه فلوس ... وضغط قوى على كلمة فلوس ... فلوس كتير ... وغمز بعينيه اللى مش عارف يفتحهم أصلاً ... الله يكسفك ... يا عم روح شوف تربة تلمك دا أنت على بعد حجر

طبعا وصلت لمرحلة الرفض الصارم وسيبته ومشيت وأنا بضرب كف بكف ... على قد ما قرفت من النوعية دى من البشر على قد ما صعب عليا حال البنى آدم اللى زى ده ... أكيد عاش طول عمره بالطول والعرض وواخد من الدنيا كل حاجة لحد ما وصل لسنه ده ولقى نفسه لوحده من غير عيلة ولا أى حاجة وبقى ماشى فى الشوارع بيدور على أى متعة وقتية مع أى حد وخلاص لحد ما يموت

دخلت الى منطقة المحلات مرة آخرى ... الحمد لله لقيت محل "سى آند آيه" فاتح ... كنت عارفة المحل لأنى دخلته أكثر من مرة فى باريس ... عامل زى التوحيد والنور كده بس على نوعية أفضل من الملابس ... طلعت الدور الرابع حيث الملابس الشتوية ... لحسن الحظ كان فيه تخفيض كبير ... جاكتات ... سويترات ... أحمدك يااااااا ررررررب
أخترت سويتر مطر بكاب ... مش مهم الألوان والموديل ولا أى حاجة دلوقتى ... عايزة دفاااا ... لبسته من قبل ما لأخرج من المحل حتى ... رائع! كده ممكن أكمل اليوم على الأقل

خدتنى رجلى الى قرب السنترال ستاسيون ... عديت من قدام منطقة سمعت من شرح تور جايد كان واقف مع جروب سياحى ان ده مدخل منطقة ال"رد لايت ديستريكت" ... منطقة الضوء الأحمر! .... أهلاً ... طبعا محدش عرف أنى رايحة أمستردام الا أما وصانى وصيتين ... أسلمله على الرد لايت ديستريكت وأجيبله هاش كيك ... بالعربى "كيكة حشيش" ... لاهو انت مخبرش؟ لا هو أنت متعلمش؟ مش الحشيش والمخدرات قانونية تماماً فى أمستردام ... أدخل أى كافيه هتلاقيها نازلة على المنيو جنب الشاى والقهوة .... أما الرد لايت ديستريكت فطبعاً غنية عن التعريف ... انا كنت هناك الصبح فمش مشكلة ... ليا واحدة صاحبتى بقى تاهت لوحدها بالليل ودخلتها بالغلط ... دى واحدة ... بنت ... مش مشكلة قوى برضو رغم ان البنت عندها صدمة من اللى شافته لغاية دلوقتى ... واحد بقى تاه هناك ... راجل ... مكانوش هيسبوه يخرج طبعاً ... يخرج ازاى من وسط الأجساد المرمية هنا وهناك دول؟ ... ايه البلد الزباااااااااااالة دى؟ ... الناس هناك رايحة عشان الحاجتين دول بس ... حقيقى! الناس فى الشارع معظمهم شكلهم انحراف ... الحمد لله أنها جت معايا على قد عم أيوب

حالة كراهيتى للبلد زادت أضعاف مضاعفة بعد التجربة دى ... بينى وبين نفسى قررت أرجع باريس فى أقرب فرصة ... خصوصاً ان "منى" بلغتنى فى رسالة الصبح أنها مدت تذكرتها ل28 زيى فممكن أرجع وأقعد معاها ... المهم دلوقتى أتفرج على اللى فاضل فى البلد دى ... طالما كده كده قاعدة على الأقل النهاردة يبقى أحاول أستمتع بأى حاجة

رجعت تانى للدام سكوير عشان أدخل متحف مدام توسو .... وأنا بعدى فى الميدان أمام الرويال بالاس تفتكروا لقيت مييييييييييييييين؟ الراجل المغربى المريض اياه ... واقف برضو بيهزر مع بنتين أجانب ... ده مقضيها بقي!! بعدت عن مجال رؤيته خالص واختفيت داخل المتحف

مدخل المتحف مش مشجع اطلاقاً ... هو مدخل عمارة كئيب ... فيه تمثال كابتن جاك سبارو – جونى دب فى قراصنة الكاريبى – أول ما تدخل فيه مصور بيصورك جنبه ويقولك تستلم الصورة من فوق ... بكام؟ لأ دى على التيكت ... طبعاً تكتشف فوق انها ب 6 يورو ... ظراف قوى الهولنديين ... ميتخيروش عن المصريين كده تمام

المهم ... طلعنا فى أسانسير كبير الى المتحف نفسه ... فى البداية هناك تمثال كبير مش فاكرة بتاع مين ... حد من كبرات البلد القدام بتوع أمستردام كده ... ههههه ... قعد يحكى قصة بناء أمستردام مع وجود مؤثرات صوتية ... ثم انتقلنا الى منطقة قراصنة الكاريبى ... منطقة مصممة كأنك على سطح سفينة "بلاك بيرل" ... وفيه ممثلين لابسين مثل القراصنة وعملين يخضونا كل شوية ... يطلعولنا فجأة من فتحات فى الممرات وواحد محبوس فى قفص حديد يقعد يخبط عليه ويزعق فى وشنا ... ايه هزار البوابين ده؟ ... الأوروبيين دول بجد طلع معندهمش أى حس فكاهى

طلعنا من المنطقة المرعبة دى الى متحف الشمع نفسه بقى حيث تماثيل المشاهير ... أول جناح كان لمشاهير السياسة ... لينين وجورباتشوف وكينيدى وبوش وشيراك والليدى ديانا والدالاى لاما وغاندى ... والرسامين زى فان جوخ وبيكاسو وسلفادور دالى – ده كان مشمأنط كده وموقف ديك شبهه على كتفه .... ثم الجناح التالى لمشاهير الموسيقى ... ألفيس بريسلى وتشاك بيرى وجيمس براون وبوب مارلى – القبعة الملونة المشهورة بتاعته كانت معلقة من حبل فى السقف وتحتها جدائل من الشعر تشبه جدائل بوب مارلى عشان الناس تلبسها على رأسها وتتصور بجانبه – ومايكل جاكسون – شكله مقرف حتى لو تمثال شمع – وجورج مايكل وروبى وليامز وغيرهم

بعدها انتقلنا نزلنا الى قاعة مشاهير الممثلين ... اتصورت وأنا قاعدة على مائدة العشاء جنب جورج كلونى وأنا واقفة بين انجيلينا جولى وبراد بيت وجنب أوبرا وينفرى وهى بتتكلم مع ميل جيبسون ... واخدت نيكولاس كيج انجاجيه ووقفت فى حماية جيمس بوند – بيرس بروزنان – وشفت مارلين مونرو واليزابث تايلور
كان فيه كمان ركن كامل لفيلم دافينشى كود فيه تقليد للوحات ديفنشى وتمثال بالحجم الطبيعى للموناليزا وطبعا تمثال لتوم هانكس ... كان المتحف ممتع جداً لكن أكتر حاجة كانت مضيقانى انى كنت مضطرة أغلس علّى رايح واللى جاى عشان ياخدولى صور لأنى لوحدى



خرجت من المتحف وقصدت الأوتيل مرة تانية ... كنت تعبت بقى و قلت أروح ارتاح شوية وآكل على الشباب ما يوصلوا ... كانت "دريسيا" قالتلى ان فيه سوبر ماركت كبير قريب من الأوتيل اسمه "ألبرت هاين" ... سألت عليه وكان على بعد حوالى شارعين من الأوتيل ... فى الطريق وجدت تجمهر من الناس غير مألوف فى المنطقة الهادئة دى ... اكتشفت انه متحف "فان جوخ" ... جميل جداً! فين الأكل؟ - فنانة أنا وحسى راقى مش كده؟



وصلت ألبرت هاين ... سوبر ماركت كبييييييير ... مبنى أرضى مستقل بذاته وتحته جراج مخصوص ... عرفت بعدها أنه أكبر وأغلى السوبر ماركت فى هولندا وليه فروع فى كل مكان ... اشتريت عيش وجبنة وبيبسى – الوجبة المعتادة للأسف – وتوجهت الى ركن الشيكولاتة ... أسبكم هنا بقى وأشوفكم كمان ساعة
فيه موقف بسيط بس لازم أحكيه ... لما رحت أحاسب على الحاجات اللى أشتريتها – وكانت كمية كبيرة من الشيكولاتة من جميع الأنواع والأحجام – ملقيتش كيس أحط فيه الحاجة ... سألت الكاشيرة شاورتلى بقرف على أكياس بلاستيك من اللى بيحطوا فيها سندوتش الفول فى الشبراوى كده ... عارفين الكيس الخفيف أوى الشفاف ده؟ قلتلها لأ حضرتك مش فاهمة .. أنا عايزة شنطة – كلك نظر كده – تشيل كل الحاجات دى ... شاورتلى على شنط كبيرة عليها اسم المحل ... ايوه ... كده فهمتينى ... لأ ... استنى يا حلوة ... دى ب 30 سنت! دلوقتى بس فهمت ليه بيقولوا على الهولنديين جلدة ... كان زمايلى فى الشغل الهولنديين نفسهم دايماً يتريقوا على نفسهم ... يقولك الهولندى لما تديله أى حاجة يقولك "خراتس؟" ... يعنى "ببلاش؟" ... وفى المناطق السياحية بيقولوا على الهولنديين "كايكى كايك نيت كوبن" ... يعنى "يبص يبص وميشتريش" ... وآل بيقولوا علينا منايفة

رجعت الأوتيل اتغديت ونزلت ... مطيقتش أقعد فى جحر الفئران اللى اسمه أوضة ده ... قلت استكشف المنطقة حول الأوتيل ... خدتنى رجلى ناحية بارك كبيرة أكتشفت انها "فوندل بارك" – فوندل ده شاعر هولندى مشهور ليه تمثال كبير فى وسط الحديقة - اللى واخدة مساحة كبيرة من الخريطة على بعد شارع تقريباً من الأوتيل ... كان المطر وقتها اشتد ... لابسة جاكت المطر اياه والكاب على رأسى وشمسية كمان مستخبية تحتها ... الناس كلها عايشة حياتها طبيعى جدا ... لابسين يالطو مطر وراكبين الدراجات وبيتفسحوا فى الجونينة ... عادى جداً ... احنا ياللى الحياة عندنا كلها بتقف تماماً لو بس جالنا "انذار" انها "ممكن" تمطر فى مصر ... لكن الهولنديين بيعيشوا تلاتة أرباع العام فى الجو السىء ده فطبيعى تكون حياتهم الطبيعية متكيفة مع الأحوال الجوية

الحديقة تجننن ... حديقة الطفل والحديقة الدولية عندنا عبارة عن زرع دبلان وميت من زمان جنبها ... خضرة خضرة خضرة ... وبحيرات كبيرة فيها أسراب البط ... وجسور خشبية تربط بين الأنحاء المتفرقة للحديقة ... كانت التمشية هناك ممتعة الى أقصى درجة ... كنت أتمنى أقضى بقية اليوم هناك لكن وصلتنى مكالمة من "قطان" أنهم وصلوا هولندا ...قلت له يركنوا العربية ويقابلونى عند السنترال ستاسيون

ركبت المترو اياه وقابلتهم أمام المحطة ... فى حياتى عمرى ماتبسطت انى شفت حد قد ما اتبسط انى شفتهم لحظتها ... بجد معنوياتى أرتفعت 100 درجة بعدها ... ابتديت أصدق المقولة دى "بلد من غير ناس ما تنداس" ... عرفت أنهم قضوا بضع ساعات فى بروكسل فقط وماكانش فيها حاجة فكملوا على لاهاى ... قالوا انها جميلة جداً ... المفروض حسب خطتى أنى رايحاها كمان يومين ... لكن مع حالة القرف اللى أنا فيها دى شكلى هلغى كل الخطط

اتجهنا للدام سكوير ... مش فاكرة أى حاجة غير ان "منى" كانت عايزة تدخل متحف مدام توسو و "قطان" مرضيش وقال هياخد وقت كتير وهم لازم يمشوا بالليل ... كانت الساعة يمكن 5 .... آخدنا جولة كده فى الشوارع والمحلات ... وقعدنا حوالى ساعة كاملة فى محل عجيب فيه سوفينيرز عجيبة منها سيف ساموراى "قطان" أول ما شافه لاقيناه سبنا وطلع الدور التانى وفضلنا مستينه تحت لمدة ساعة ... المحل ده بقى كان فيه ايييييييييييه؟ ... جزء كامل مخصص لأدوات التدخين ... تدخين ايه؟ مش سجاير طبعاً ... أنابيب زجاجية بمختلف الألوان والأحجام ومباسم زى بتاعة الشيشة وحاجات تانية كتير الله أعلم بتستخدم فى ايه ... لكن أجمد حاجة بقى كانت ايه؟ مانيكان يمثل نصف رجل وعلى ضهره جهاز يشبه أنبوبة الأوكسجين لكن على حجم صغير جداً وموصول بيها ماسك تنفس زى بتاع غرفة الإنعاش ... أترك ليك التخيل ده بيستخدم فى ايه وليه وازاى وفين وامتى

بعد ما "قطان" اشترى السيف اياه دخلنا محل شاورمة صغير فى نفس الشارع ... محل عامل زى أصغر قهوة بلدى فى مصر ... صاحبه مصرى برضو ... حقيقى كان محل ضايع ... ومفيش طبعاً غير لحم الديك الرومى اياه

مكنش فيه حاجة تانية تتعمل تقريباً ... الوقت قرب الغروب والدنيا مابطلتش مطرة من الصبح ... لبسنا كله بقى قابل للعصر والشماسى ملهاش لزمة ... كانوا ركنين العربية فى مكان ما قرب "آن فرانك هاوس" وهو أحد المزارات السياحية هناك .. آن فرانك هى بنت يهودية كتبت مذكراتها اثناء اختباءها لسنوات عديدة هى وأهلها فى البيت ده اثناء الاجتياح النازى لهولندا ... اكتشف مكان اختباءهم مع الوقت وتم اعدام العائلة كلها لكن المذكرات اتنشرت وتحول البيت الصغير الى مزار سياحى ورمز لاضطهاد اليهود أيام الحرب العالمية - فى الصورة تمثال شمع لآن فرانك من متحف مدام توسو

تهنا كتيييير والدنيا ليلت واحنا لسه مش عارفين نوصل الأوتيل ... وجدناه بمساعدة الخريطة لكن طلعنا على السوبرماركت عشان الناس تجيب شيكولاتة – اقتراحاتى المفتكسة طبعا – لكن واحنا راجعين تهنا تانى ... طبعا فرحوا بيا جداً
على ما وصلت الأوتيل كانت الساعة حوالى 11 ... وكنت قررت قرار لا رجعة فيه ان من بكرة الصبح ان شاء الله هاخد أول قطار على لاهاى ... أحاول أغير حجز قطار باريس من هناك علشان أرجع باريس فى نفس اليوم ... كنت طلبت من "منى" تحجز الأوضة دبل فى الأوتيل اياه ... باريس؟ هوه فيه زى باريس؟ ... بلا أمستردام با قرف ... ناس مريضة وأماكن مشبوهة وأدوات تدخين؟ جتهم القرف ملوا البلد

1 comment:

Anonymous said...

أنا بس حبيت أعلق على حكاية الحاله النفسيه اللي كانت عندك
من خلال تجربتي و تجارب ناس أعرفهم ... من أصعب الظروف اللي ممكن تواجه إنسان هي المرض في الغربه
و الحاله النفسيه فيها بتكون في الحضيض
تحياتي و في إنتظار المزيد