:اليوم الثالث عشر
بدأنا نعد فى الساعات القليلة الباقية لنا فى باريس ... صحينا بشعور عام من الاكتئاب ... اليوم تكون آخر ليلة وغداً نعود إلى القاهرة ... أسخف شىء فى أى رحلة هو شعور اقتراب النهاية ... انك تبقى عايز الشمس تقف عند اليوم ده شوية ... انك عايز تعيش فى المكان ده أكترشوية... لكن عارف ان ده مستحيل ... انك تندم على الوقت اللى مستفدتش بيه ... وتفكر فيه كام حاجة كان نفسك تعملها وملحقتش
علشان كده قررنا نصحى بدرى قوى نلحق اليوم من أوله ... صح


مكنش هدفنا الكنيسة فى حد ذاتها لكن المنطقة المحيطة بيها ... مونمارتر ... لذلك نزلنا السلالم على يمين الكنيسة الى المنطقة الخلفية ... هى منطقة ذات مستوى اجتماعى متوسط كما سبق وذكرت ... لكن نظيفة جداً ... الشوارع والعمارات ... عمارات من باللونين الطوبى والأبيض ... كل بلكوناتها تقريباً مزينة بأحواض زهور بألوان مختلفة ... والشوارع بعواميد النور السوداء ... احساس قاهرة

مشينا فى شارع منحدر فاصبحنا خلف الربوة العالية التى تقع عليها الكنيسة مباشرة ... طلعنا السلالم العالية حتى أصبحنا فى مستوى الكنيسة تقريباً ثم انحرفنا فى ش

ميدان خالى من الناس تمام
اً ... حواليه بيوت مغطاة بأكملها تقريباً بالنباتات المتسلقة ... هى أقرب الى الفلل الصغيرة منها الى عمارات ... فيه تمثال نص
فى وحيد من البرونز للأخت داليدا الله يرحمها فى منتصف الساحة ... الفرنسيون يعشقون حاجة اسمها داليدا ... طبعاً لم ننسى فى الطريق نغنيلها "احسن ناس" ... احنا ... مصريين ... احسن ناس طبعاً – بغض النظر عن كل التعقييد اللى اتعقدناه خلاص فى الكام يوم اللى فاتوا


كنت عايزة أشوف "مولان روج" ... حد يروح باريس وميشفهوش؟
... مادخلهوش آه ... لكن أشوفه من باب الفضول ... طبعاً ماعرفش هو فين لكن "منى" قالت انه فى شارع "بيجال" وهو على بعد محطة واحدة من مونمارتر ... نزلنا من السلالم الخلفية ل"بلاس داليدا" الى شارع رئيسى كبير ... كانت رجلى واجعانى جداً اليوم ده ... وبالتالى ماكنش عندى استعداد اتوه ... فبالتالى كان لازم نتوه ... مشينا بلاد تشيلنا وبلاد تحطنا فى جميع الاتجاهات تقريباً لمدة حوالى نصف ساعة أو أكثر ... والدنيا مطرت شوية كمان ... فييييييييين على ما لقينا نفسنا فى "بيجال" ... كانت رجلى اليمين ساعتها غير صالحة للاستخدام تماماً وباعرج ... بس على مين؟ ... هنكمل يعنى هنكمل ... ومشينا فى "بيجال" ... ويا ريتنا ما مشينا فى "بيجال" ... فاكرين ال"رد لايت ديستركت" فى أمستردام؟ ... هوه بعينه بغباوته ... المحلات كلها على اليمين والشمال ملهاش غير اسم واحد - تم حذفه رقابياً بواسطة كاتبة هذه السطور اللى هى أنا - وبين كل محل من دول والتانى محل آخر ... المشكلة مش فى المحلات ... كلها فاضية ومتغطية بستاير... المشكلة فى اللى بيقفوا قدام المحلات ... بس بالليل ... الحمد لله ان احنا كنا الصبح والا كانت هتحصلى صدمة عصبية حضارية

وصلنا "مولان روج" بطاحونته الحمراء الشهيرة ... ملهى ليلى محترم ... قديم جداً ... يعود تاريخ بناءه الى 1889 ... شكله لا يدل اطلاقا على الى حاجة ... مدخله كأنه محل صغير ومفيش غير يافطة بيضاء ... مايدلش أبداً على المسرح الكبييير اللى كان ظاهر فى فيلم نيكول كيدمان اللى بيحمل نفس الاسم


وصلنا "مولان روج" بطاحونته الحمراء الشهيرة ... ملهى ليلى محترم ... قديم جداً ... يعود تاريخ بناءه الى 1889 ... شكله لا يدل اطلاقا على الى حاجة ... مدخله كأنه محل صغير ومفيش غير يافطة بيضاء ... مايدلش أبداً على المسرح الكبييير اللى كان ظاهر فى فيلم نيكول كيدمان اللى بيحمل نفس الاسم
آخدنا المترو من أمام "مولان روج" الى سان ميشيل ... دخلنا محل "جيبير

نزلنا من المح

ركبنا المترو من سان ميش

خرجنا من الجامع وعدينا ال
شارع فوجدنا بالصدفة حديقة النباتات – جاردان دى بلانت – فى مواجهة باب الكافيه مباشرة ... دخلنا نبص عليها بسرعة ... جنينة زى كل جناين باريس اللى تعقد بخضرتها وألوانها الزاهية وزهورها المتناسقة ... اخدنا كام صورة هناك من طرف الجنبنة ومشينا ... مفيش وقت
اخدنا الباص من قدام الجنينة ونزلنا فى مكان غلط ... مش فاكرة كان فين لكن غالباً "شاتليه" ... ومشينا مسافة لحد أقرب محطة مترو ... آه ه ه يا رجلى ... كنت ساعتها وصلت لمرحلة انى بتسند على البنت الغلبانة فى طلوع ونزول السلالم ... ليه اليوم ده بالذات دوناً عن كل الأيام اللى نتوه فيه مرتين ورا بعض؟ ... وغير ان البنت الغلبانة كانت مستحملة العرج اللى كنت فيه ... اضطرت تستحمل حاجة تانية طول الوقت ... انى موسوسة شوية ومقدرش ألمس أى حاجة فى المترو ... ولا حتى أفتح الباب للنزول – بعض المتروهات هناك بيبانها مبتفتحش أوتوماتيك لكن فيه حاجة زى "شنكل" الشيش بتاع زمان كده بتفتحه من جوة لو عايز تنزل أو من برة لو عايز تركب - باستخدم أطراف أكمامى أو استنى لما حد يفتح ... وعن الامساك بالعامود عشان ماقعش فا يا إما أسند بضهرى يا إما أعمل زى ما عملت معاها ... أمسك فى شنطتها طول الوقت زى الأطفال – البنت ماكانتش مصدقة أنى بتكلم جد تقريباُ ... والله خايفة الموضوع ده يتدهور وأصحى فى يوم ألاقى نفسى زى "مونك" ... الموضوع بدأ بالمترو ودلوقتى مبحبش أدوس على زراير الأسانسير فباستخدم مفتاح الشقة أو اى حاجة فى ايدى للضغط عليهم ... ربنا يستر
نزلنا فى محطة "لافاييت" أمام مبنى الأوبرا عند تقاطع شارعى "لا فاييت" و"هوسمن" ... كلاهما شارعين تجاريين كبار ... زحمة قوى بالناس والعربيات على حد سواء غير كل مناطق باريس – باستثناء
الشانزليزيه
جاليرى لافايت هو مركز تجارى كبير ... لأ ... كبير دى كلمة تتقال على سنتر زى سيتى ستارز عندنا فى مصر كده ... أو سان ستيفانو فى الاسكندرية ... لكن لما تضرب واحد من دول فى 10 يبقى الوصف الأدق لجاليرى لافيت هو "رهيب" ... "خرافى" ... "مهول" ...أو أى كلمة من هذا الوزن ... هو مش مبنى واحد بل 3 مبانى على مساحة شاسعة بين تقاطع الشارعين السابق ذكرهما ... دخلنا المبنى الرئيسى الكبير ... أول ما دخلت صعقت بكمية البشر ... وصعقت أكتر بكمية العرب ... تقريباً 50 من الموجودين كانوا عرب ... خليجيين وسعوديين ومصريين كمان ... حتى اننا اخدنا دليل المكان مطبوع باللغة العربي
ة عند دخولنا ... المبنى على ارتفاع 8 طوابق ده غير واحد تحت الأرض ... كل طابق مقسوم نصفين ... كل نصف مخصص لنوع محدد تقريباً من المعروضات و الدور الأرضى مخصص للبارفان والمكياج والمجوهرات والساعات ... كفاية تبص على الدور الأرضى ده بس من فوق ... بكل بريق الساعات والمجوهرات الى جانب بريق اسامى الماركات العالمية ... يجيلك هوس ... ومتحاولش تشترى حاجة ... لأن الأسعار هناك أكيد مش فى مستوى الطالب المتوسط ... أذكر اننا مسكنا بادى ... عادى ي
عنى .. قطن ونص كم ومفيهوش أى ابداع ... كان ب 150 يورو ... يعنى 1200 جنيه مصرى تقريباً
سقف المكان هو فبة هائلة الحجم مزخرفة بالزجاج الملون ... منظرها لوحده سبب كافى لزيارة المكان كله ... ثم اذا طلعنا الى سطح المكان تكون على قمة تسمح لك برؤية باريس كلها من منتصفها ... وهو منظر مختلف عن رؤيته من الأملكن الأخرى اللى شرحتها قبل كده لأنك دلوقتى شايف اسطح المبانى كلها من ارتفاع متوسط ... كلها مستوى واحد تقريباً ... كلها نفس التصميم تقريباً ... كلها بيضاء ... وأكيد مفيش عشش فراخ وأحبال غسيل و70 دش فوق كل عمارة
افترقنا ... هى هتكمل شوبنج وأنا هارجع استريح شوية ... مش قادرة امشى أكتر من ك
ده ... رجعت الأوتيل حوالى الساعة 6 ... أكلت وارتحت شوية ثم اخدت اللاب توب ونزلت اتمشيت لحد ماكدونالدز فى "افينيو واجرام" ... كان لازم ادخل على النت عشان ألغى حجز تذكرة القطار اياها اللى معادها بكرة من لاهاى الى باريس ... سألت العامل اذا كان فيه "واى فاى" ... تنح ومفهمش ... شاورت على اللاب توب وقلت "انترنت؟" ... قال "آآآآه ... وى فى" ... أوووووه ... باردون! ثقافتى انجليزى من ورا "لا فاش كيرى" ... والله محدش ادانى خبر انكوا بتنطقوها كده
قضيت فترة فى
ماكدونالدز وبعدين "منى" كلمتنى وكانت رجعت الأوتيل ... رجعت عشان أسيب اللاب توب ونزلنا ... كانت الساعة 10 والشمس بتغرب ... ركبنا المترو حتى محطة "جورج سانك" فى الشانزيليزيه ... اخدنا صور كتير فى الطريق للأماكن اللى كنا عايشين فيها طول الفترة اللى فاتت ... جنب يافطة شارع "بونسيليه" اللى فيه الأوتيل ... ويافطة "الشانزيليزيه" وحتى يافطة المترو اللى بتقول "خروج الشانزيليزية وجوروج سانك" ... كنت عايزة ادخل "فناك" اشترى سيديهات ... سبقتنى لأن أولاد خالها كان المفروض يقابلوها فى "ليون دى بروكسل" اللى كننا هنتعشى فيه ... حصلتها بعد نص ساعة ولقيتها قاعدة لوحدها ... قرايبها ما جوش
مطعم "ليون دى بروكسل" هو مطعم سى فوود مشهور فى وسط ال
شانزيليزيه ... ليه 10 فروع فى باريس وحدها ده غير بقية المدن الفرنسية ... فرع الشانزيليزيه ده ليه قاعة كبيرة من مستويين فى الداخل ... ومساحة ضيقة على الرصيف المواجه محاطة بسور خشبى قصير وفيها حوالى 15 ترابيزة صغيرة كلهم لازقين فى بعض تقريباً ... طبعاً قعدنا برة ... مش سايبين مصر عشان نقعد جوة محلات احنا هنا ... كنا قاعدين احنا واللى جنبينا فى حوار واحد تقريبا بس اتنين بيتكلموا لغة آسيوية ما– على شمالى – و اتنين بيتكلموا انجليزى – على يمينى – واتنين بيتكلموا مصرى – احنا طبعاً ... كويس عشان محدش يبقى فاهم اللى جنبه بيتكلم فى ايه برضو ... مش عارفة ايه مشكلة المساحات فى باريس ... حتى الستات هناك مساحاتهم صغيرة ... كلهم حجم "بيتيت" كده وفى الرشافة المعروفة عن الفرنسيات! ... حاجة تغيييظ
طلبنا طبقين "مول" - بتشديد اللام -... بما انى ماليش فى السى فوود فكنت أجهل من دابة بالاسامى دى ... عرفت فى مصر ان ده كان "جندوفلى" ... لكن برضو معرفش ايه هو الجندوفلى ... وبما انى ما بحبش المأكولات البحرية بوجه عام باستثناء الجمبرى اللى بعشقه بجميع طرق اعداده
... فكان العشاء ده بالنسبة لى من باب التجربة البحتة ليس أكثر ونزولاً عن رغبة "منى" ... وجاء الطبق الموعود ... هو مش طبق بالظبط ... هو طاسة قطرها حوالى 30 سم ... مليانة جندوفلى – وللى مش عارف زيي هو عبارة عن محارة سوداء فيها كائن أبيض عصرت على نفسى جردل ليمون عشان أتقبل فكرة أكله – وجمبرى وحلقات من الكاليمارى وقطع من الطماطم ... جميل جداً ... مقدمين مع الوجبة الشهية دى جردل فاضى عشان نفضى فيه القشر ... طبعاً مارست طقوسى المعتادة فى المرات القليلة اللى اضطريت فيها آكل سى فوود بالطريقة دى ... الطقوس دى هى انى أقشر كل حاجة مرة واحدة ... وبعدين أغسل ايدى وبعدين ابدأ آكل ... أهلى بيتشلوا من طقوسى دى بس أعمل ايه؟ معرفش آكل وايدى مش نضيفة وأقدر أمسق المعلقة ... طبعاً مانساش أرفع القبعة ل"منى" ... يتطلب المرء الكثير من الصبر والفن والدقة حتى يستطيع ان يقوم بتقشير الجمبرى وتخليص الكائن الأبيض من محارته باستخدام الشوكة والسكين فقط ... وهو ما قامت به عن جدارة تحسد عليها ... طبعاً لم أجرؤ حتى على محاولة القيام بالمثل خصوصاً مع الحجم الرهيب للطبق الذى بدا بلا نهاية ... وصلت لنصه تقريباً وكنت هافطس من كتر الأكل – أو هى عصارة معدتى الرافضة لطعم الكائن الأبيض اياه
فى مصر عندى صور على ايميل لسوق الأطعمة فى بكين عاصمة الصين ... مش متخيلة لو رحت هناك ممكن يحصلى ايه من مجرد المناظر اللى بياكلوها ... دود القز وحصان البحر وتعابين وعقارب صفراء وعقارب سوداء وجراد ... أقسم بالله الحاجات دى موجودة بصورها وهى معروضة فى السوق زى أى سمك بلطى برىء... الحمد لله انها جت على قد جندوفلى فى باريس
خلصنا أكل الساعة 11:30 تقريباً وقلنا نروح نتمشى عند النوتردام وسان ميشيل ... آخر ليلة بقى كل سنة واحنا طيبين ... مشينا باتجاه محطة "جورج سانك" لقينا فى وشنا مين؟ قرايب "منى" اللى كان المفروض يقابلونا معديين بالصدفة قدامنا ... ايه هى احتمالات انك تقابل واحد قريبك فى الشارع فى بلد غريبة بدون ميعاد؟ ... المهم ... هما كانوا رايحين برج ايفيل ... ماكانوش عارفين أى حاجة فى الاتجاهات ولا المواصلات فسبتلهم خريطة المترو الوحيدة اللى كانت معانا ومشينا ... بمجرد نزولنا المترو "منى" كانت متوترة من غير خريطة معاها ... الواحد حقيقى اتعلق بالخريطة دى جداً ... قربت تلزق فى ايدينا من كتر ماحنا ماشيين بيها طول الوقت بقالنا اسبوعين ... وكل يوم تقريباً ناخد واحدة جديدة من ريسبشن الأوتيل لدرجة انى رجعت مصر بحوالى 6 نسخ منها مبعترة فى كل شنطة وجيب
نزلنا فى سان ميشيل ... الساعة حوالى 12 ... مش قلنا خلاص فقدنا؟ ... دى
آخر ليلة يا عاااالم ... دى رابع مرة آجى المنطقة دى وتالت مرة فى ظرف يومين ... لكن أول مرة آجى بالليل ... أخيراً حققت رغبتى دى اللى كان نفسى أعملها من ليلة ما حاولت أروح مع "قطان" ليلة ما وصلت باريس
عدينا الجسر الخشبى الى ساحة النوتردام الأمامية ... المنظر تحححححححفة ... نهر السين بالأضواء على جانبى الرصيفين على ضفافه مع الكنيسة على يساره مضاءة بأكملها من فوق لتحت ... ناس كتير سهرانين فى ساحة المكان ... فيه رسامين بيرسموا بالفحم وناس بتعزف وناس بتتمشى ... لفينا حوالين الكنيسة كلها من ورا وعدينا كوبرى مرة آخرى الى ال
ضفة التانية من النهر ... جو تانى خاااالص ... هدوء الليل وأنت بتتمشى على الكورنيش ... النوتردام بأضواءها اللى مدية روح شاعرية على المنطقة كلها ونهر السين تحتك ... الأكشاك الخضراء المشهورة على سور السين مقفولة ومطوية ... فى الصباح بتتفتح زى الشنط وبتكون معرض للكتب والمجلات القديمة والصور واللوحات من كل الألوان والأحجام ... بيسموها "بوكينيست" و دايما تلاقيها فى رسومات النوتردام زى اللوحة دى ... مفيش فى الشارع غيرنا تقريباً باستثناء الثنائيات اللى مقضينها جو رومنسى وأشياء أخرى اللى بنصادفهم
كل فترة راكنين على جنب أو قاعدين على السور ... والله مانتو قايمييييييييين
رجعنا الى سان ميشيل ودخلنا الشارع اياه بتاع النهاردة الصبح ... الأسبوع اللى فات لما "منى" جت هنا مع جروب تانى من الأكاديمية شافوا الأطباق المكسرة فى المطاعم اليونانية بعد الطقس اليونانى المشهور بتكسير الأطباق على الأرض فى آخر الرقصة – أو السهرة ... معرفش كانوا بيعملوا ايه - ... حاولنا نروح هناك لكن لقينا المنطقة معظمها بارات وناس سكرانة ومهيسة ... لف وأرجع تانى ... كانت الساعة واحدة تقريباً ... يا مرك يا مهجة ... طبعاً مفيش مترو دلوقتى ... وقفنا فى محطة
الأوتوبيس مش عارفين نركب اى خط ... وكمان معناش خريطة ... وصل أوتوبيس فسألنا السواق نروح الشانزيليزيه ازاى ... قال نركب الأوتوبيس مش عارفة كام وننزل "شاتليه" ونبدل لأتوبيس تانى ... وقد كان ... الأوتوبيس التانى نزلنا قدام شارع "لا بواتيه" بالظبط ... كانت صدفة سعيدة جداَ لأننا كان لازم نعدى على الأوتيل القديم نجيب الشنطتين بتوع "منى" اللى سايبنهم هناك ... دخلنا الرسيبشن الساعة 1:30 صباحاً نطالب بالشنط ... يا بجاحتنا يا أخى! الراجل مكنش طايقنا ... مشينا لأول الشارع مرة تانية ووقفنا تاكسى ... حتى لو معناش شنط كان مستحيل نمشى فى الشارع لحد الأوتيل فى الوقت ده
وصلنا الأوتيل الساعة 2 صباحاُ ... خبطنا على أونكل "قاسم" اللى كان بيقفل باب الأوتيل بالمفتاح وينام على الكنبة فى الريسبشن ويقوم يفتح للبنات الحلوين اللى راجعين وش الفجر – كان فاضل ساعة ونص بالظبط على الفجر فعلاً
كنا متفقين نرجع نوضب شنطنا عشان لو راحت علينا نومة ما نحتسش الصبح ... لكن طبعاً مكناش شايفين

اخدنا الباص من قدام الجنينة ونزلنا فى مكان غلط ... مش فاكرة كان فين لكن غالباً "شاتليه" ... ومشينا مسافة لحد أقرب محطة مترو ... آه ه ه يا رجلى ... كنت ساعتها وصلت لمرحلة انى بتسند على البنت الغلبانة فى طلوع ونزول السلالم ... ليه اليوم ده بالذات دوناً عن كل الأيام اللى نتوه فيه مرتين ورا بعض؟ ... وغير ان البنت الغلبانة كانت مستحملة العرج اللى كنت فيه ... اضطرت تستحمل حاجة تانية طول الوقت ... انى موسوسة شوية ومقدرش ألمس أى حاجة فى المترو ... ولا حتى أفتح الباب للنزول – بعض المتروهات هناك بيبانها مبتفتحش أوتوماتيك لكن فيه حاجة زى "شنكل" الشيش بتاع زمان كده بتفتحه من جوة لو عايز تنزل أو من برة لو عايز تركب - باستخدم أطراف أكمامى أو استنى لما حد يفتح ... وعن الامساك بالعامود عشان ماقعش فا يا إما أسند بضهرى يا إما أعمل زى ما عملت معاها ... أمسك فى شنطتها طول الوقت زى الأطفال – البنت ماكانتش مصدقة أنى بتكلم جد تقريباُ ... والله خايفة الموضوع ده يتدهور وأصحى فى يوم ألاقى نفسى زى "مونك" ... الموضوع بدأ بالمترو ودلوقتى مبحبش أدوس على زراير الأسانسير فباستخدم مفتاح الشقة أو اى حاجة فى ايدى للضغط عليهم ... ربنا يستر
نزلنا فى محطة "لافاييت" أمام مبنى الأوبرا عند تقاطع شارعى "لا فاييت" و"هوسمن" ... كلاهما شارعين تجاريين كبار ... زحمة قوى بالناس والعربيات على حد سواء غير كل مناطق باريس – باستثناء

جاليرى لافايت هو مركز تجارى كبير ... لأ ... كبير دى كلمة تتقال على سنتر زى سيتى ستارز عندنا فى مصر كده ... أو سان ستيفانو فى الاسكندرية ... لكن لما تضرب واحد من دول فى 10 يبقى الوصف الأدق لجاليرى لافيت هو "رهيب" ... "خرافى" ... "مهول" ...أو أى كلمة من هذا الوزن ... هو مش مبنى واحد بل 3 مبانى على مساحة شاسعة بين تقاطع الشارعين السابق ذكرهما ... دخلنا المبنى الرئيسى الكبير ... أول ما دخلت صعقت بكمية البشر ... وصعقت أكتر بكمية العرب ... تقريباً 50 من الموجودين كانوا عرب ... خليجيين وسعوديين ومصريين كمان ... حتى اننا اخدنا دليل المكان مطبوع باللغة العربي

سقف المكان هو فبة هائلة الحجم مزخرفة بالزجاج الملون ... منظرها لوحده سبب كافى لزيارة المكان كله ... ثم اذا طلعنا الى سطح المكان تكون على قمة تسمح لك برؤية باريس كلها من منتصفها ... وهو منظر مختلف عن رؤيته من الأملكن الأخرى اللى شرحتها قبل كده لأنك دلوقتى شايف اسطح المبانى كلها من ارتفاع متوسط ... كلها مستوى واحد تقريباً ... كلها نفس التصميم تقريباً ... كلها بيضاء ... وأكيد مفيش عشش فراخ وأحبال غسيل و70 دش فوق كل عمارة
افترقنا ... هى هتكمل شوبنج وأنا هارجع استريح شوية ... مش قادرة امشى أكتر من ك

قضيت فترة فى

مطعم "ليون دى بروكسل" هو مطعم سى فوود مشهور فى وسط ال
طلبنا طبقين "مول" - بتشديد اللام -... بما انى ماليش فى السى فوود فكنت أجهل من دابة بالاسامى دى ... عرفت فى مصر ان ده كان "جندوفلى" ... لكن برضو معرفش ايه هو الجندوفلى ... وبما انى ما بحبش المأكولات البحرية بوجه عام باستثناء الجمبرى اللى بعشقه بجميع طرق اعداده

فى مصر عندى صور على ايميل لسوق الأطعمة فى بكين عاصمة الصين ... مش متخيلة لو رحت هناك ممكن يحصلى ايه من مجرد المناظر اللى بياكلوها ... دود القز وحصان البحر وتعابين وعقارب صفراء وعقارب سوداء وجراد ... أقسم بالله الحاجات دى موجودة بصورها وهى معروضة فى السوق زى أى سمك بلطى برىء... الحمد لله انها جت على قد جندوفلى فى باريس
خلصنا أكل الساعة 11:30 تقريباً وقلنا نروح نتمشى عند النوتردام وسان ميشيل ... آخر ليلة بقى كل سنة واحنا طيبين ... مشينا باتجاه محطة "جورج سانك" لقينا فى وشنا مين؟ قرايب "منى" اللى كان المفروض يقابلونا معديين بالصدفة قدامنا ... ايه هى احتمالات انك تقابل واحد قريبك فى الشارع فى بلد غريبة بدون ميعاد؟ ... المهم ... هما كانوا رايحين برج ايفيل ... ماكانوش عارفين أى حاجة فى الاتجاهات ولا المواصلات فسبتلهم خريطة المترو الوحيدة اللى كانت معانا ومشينا ... بمجرد نزولنا المترو "منى" كانت متوترة من غير خريطة معاها ... الواحد حقيقى اتعلق بالخريطة دى جداً ... قربت تلزق فى ايدينا من كتر ماحنا ماشيين بيها طول الوقت بقالنا اسبوعين ... وكل يوم تقريباً ناخد واحدة جديدة من ريسبشن الأوتيل لدرجة انى رجعت مصر بحوالى 6 نسخ منها مبعترة فى كل شنطة وجيب
نزلنا فى سان ميشيل ... الساعة حوالى 12 ... مش قلنا خلاص فقدنا؟ ... دى

عدينا الجسر الخشبى الى ساحة النوتردام الأمامية ... المنظر تحححححححفة ... نهر السين بالأضواء على جانبى الرصيفين على ضفافه مع الكنيسة على يساره مضاءة بأكملها من فوق لتحت ... ناس كتير سهرانين فى ساحة المكان ... فيه رسامين بيرسموا بالفحم وناس بتعزف وناس بتتمشى ... لفينا حوالين الكنيسة كلها من ورا وعدينا كوبرى مرة آخرى الى ال


رجعنا الى سان ميشيل ودخلنا الشارع اياه بتاع النهاردة الصبح ... الأسبوع اللى فات لما "منى" جت هنا مع جروب تانى من الأكاديمية شافوا الأطباق المكسرة فى المطاعم اليونانية بعد الطقس اليونانى المشهور بتكسير الأطباق على الأرض فى آخر الرقصة – أو السهرة ... معرفش كانوا بيعملوا ايه - ... حاولنا نروح هناك لكن لقينا المنطقة معظمها بارات وناس سكرانة ومهيسة ... لف وأرجع تانى ... كانت الساعة واحدة تقريباً ... يا مرك يا مهجة ... طبعاً مفيش مترو دلوقتى ... وقفنا فى محطة

وصلنا الأوتيل الساعة 2 صباحاُ ... خبطنا على أونكل "قاسم" اللى كان بيقفل باب الأوتيل بالمفتاح وينام على الكنبة فى الريسبشن ويقوم يفتح للبنات الحلوين اللى راجعين وش الفجر – كان فاضل ساعة ونص بالظبط على الفجر فعلاً
كنا متفقين نرجع نوضب شنطنا عشان لو راحت علينا نومة ما نحتسش الصبح ... لكن طبعاً مكناش شايفين
قدامنا ... فقررنا ناخد بمبدأى فى الحياة ... هننام وبكرة الصباح رباح
No comments:
Post a Comment